مقالات

كورونا والسلاح المنفلت

كورونا والسلاح المنفلت – جواد عبد الجبار العلي

لا فرق بين فايروس يصيب الملايين ويقتل المئات من أبناء الشعب وبين سلاح منفلت وارهاب يقتل ويهجّر ويفكّك المنظومة الحكومية ويهدّد العلاقات العربية والدولية، ويصبح العراق بيئة حاضنة للفايروس القاتل من جهة والإرهاب الذي يتفشى في مجتمعنا بسبب عدم قدرة وضعف المنظومة الصحية والأمنية. يضاف إلى هذا الفايروس الوضع الاقتصادي المتردّي الذي ساعد وبشكل خطر على انتشار حالات الفقر والجريمة المنظمة وعدم قدرة الحكومة على كبح جماح الاوبئة او الارهابيين والسيطرة على هذه المشاكل للعديد من الأســـــباب. أوّل هذه الاسباب الفساد المستشري والذي هو مكشوف للقاصي والداني، من ذا الذي يسرق ومن ذا يساعد بالتكتم ومن يدعم المفسدين والفاسدين، يضاف إلى ان اقتصاد العراق يعتمد على تصدير النفط ولا هناك بديل لا المصانع ولا الزراعة التي كانت في فترة من الفترات مزدهرة ولا ننسى الايام التي كان العراق مصدّراَ مهمّا للانتاج الصناعي والزراعي. وهذا دليل على ان أسباب ضعفها أو موتها سريريا يعود على الاعتماد إلى الاستيراد من الدول المجاورة.. وهذه واحدة من اخطر العوامل والمؤثرات التي هدمت اقتصاد البلد وأدت لانتشار البطالة بين الشباب وأصبحت الدولة مثقلة بمنظومة الموظفين والمستشارين التي يُصرف لهم بالمليارات وبارقام تفوق الواقع التنموي بموجب القدرات المالية للبلد. وهنا تكمن خطورة الموقف، كيف تعمل الحكومة لكي تخرج من هذا الموقف وكيف تجابه خطـــورة هذا الوضع الخطر الذي اسقط منظـــومة الدولة وتجابه هؤلاء الاعداء كورونا والسلاح المنفلت والاقتصاد المنهار ..فلابد ان تعيد الدولة دراساتها وتقييمها للوضع بكل ظروفه وخطورته وتتجه إلى وضع خطة اقتصادية يضعها ذوي الاختصاصات العليا ممن تم ابعادهم لغايات معروفة للجميع ومن هذه الخطط الجديدة اعادة تشغيل المصانع من قبل مستثمرين لهم الخبرة والمعرفة، كذلك دعم النشاط الزراعي والري وادارة السدود ووضع الكادر الصحي والبيئي في مقدمة الدعم الحكومي وإعادة تنشيط وبناء المستشفيات التي اهملت كذلك التاكيد على وضع الخطط الأمنية التي تعتمد على الجهد الاستخباري والكشف عن المغيبين والمفقودين خلال التظاهرات الجماهيرية الوطنية ومن هذا الاتجاه لابد للدولة التعامل بدقة وحذر مع السراق من الذين يهددون امن البلد داخليا وخارجيا ..وعلى ان تبدي الدولة استعدادها الصادق بالاعتماد على الاعلام بكل صنوفه للمشاركة في كشف الأنشطة الاجرامية التي استفحلت و أساءت إلى سمعة الدولة مع توفير ألأمان والحماية للاعلاميين والصحفيين ليتمكنوا من الوصول الى مكامن الخطر الذي احاط بالعراق وشعبه ..العراق يحتاج الى الهمة الوطنية في العودة الى موقعه الحقيقي المؤثر والفاعل في المنطقة . ونؤكد في مقالنا هذا على ضرورة وضع اليد على كل المنافذ الحدودية التي كانت تضيف الى موارد البلد مبالغ لا يستهان بها وتشكل حافزا كبيرا لدعم الموازنة الوطنية ..الله الله بالعراق يا قادة العراق فهو ينتظر منكم النهضة الكبرى في كل مجالات الحياة لكي يبقى على قيد الحياة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى