مقالات

لأنّها محبوبة , فغدت مطلوبة ومرعوبة .!

رائد عمر

ساحة ” الحبّوبي ” في محافظة الناصرية التي امست واضحت من المعالم البارزة والمتميزة للحركة الإحتجاجية في عموم العراق , فأضحت هذه الساحة وكأنّها اكثر اهميّة للسلطة وقادة الأحزاب , من المتظاهرين والناشطين انفسهم .!لم يستطع الإعلام الرسمي او الحكومي المتمثّل بشبكة الإعلام العراقية ” بقنواتها وصحفها ومجلاتها ” بالإضافة الى وسائل إعلام الأحزاب , ليكشفوا ويوضّحوا للرأي العام عن مدى خطورة مجاميعٍ من المتظاهرين في هذه الساحة , على الأمن القومي للعراق , وعمّا اذا ما كانت مطالبهم تعجيزيةً بما يفوق قُدرات العراق النفطية والعسكرية والميليشياوية .!

المتظاهرون في هذه الساحة وحافّاتها واطرافها في هذه المحافظة البعيدة عن العاصمة والمنطقة الخضراء , والساحةُ مطوّقة بأطواقٍ من الجيش والشرطة وجهاتٍ اخرى , وهم كأنّهم محاصرون داخل هذه المساحة , يرددون الشعارات ويطالبون بالحقوق البسيطة , ولا يتدخّلون في شؤون السياسة الخارجية والإقليمية للدولة , فهل يتطلّب الأمر اطلاق الرصاص الحيّ او الميّت , مع اعتقالاتٍ وخطف لأفرادٍ معدودين , لا يؤدي ذلك الى توقّفٍ للإحتجاجات بل يجعلهم يكثّفون من حرارة التظاهر للمطالبة بأطلاق سراح رفقائهم المعتقلين .!حقّاً ومئةَ حقٍّ وحقٍ فأنه غير قابلٍ للهضم الفكري والنفسي , لماذا لم تستفد الدولة من من التجارب السابقة – القريبة من حركة الإحتجاج هذه في محافظة الناصرية , بدلاً من انتقالها الى بقية المدن والمحافظات الأخرى , وهي حركةٌ سريعة الإشتعال والإنتشار , وقد بدأت طلائعها الجماهيرية تندلع في كلا محافظتي كربلاء وبابل لحدّ الآن .!لو كانت في العراق حكومةٌ اخرى لا ترتدي لباس سلسلة الحكومات المتعاقبة التي افرزها الإحتلال , فربّما قامت بتوزيع علب الحلوى على متظاهري تلك المحافظة , فالسياسةُ فنّ ايضاً , فنٌّ متضادّ مع وسائل العنف الخائبة التي لا تُنجب إلاّ العنف .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى