مقالات

لا تقدموا التهاني لشعب ينهبه الفاسدون

لا تقدموا التهاني لشعب ينهبه الفاسدون – صلاح الربيعي

أيام قليلة ويحل علينا عام ميلادي جديد تتطلع فيه جميع شعوب العالم الى التغيير نحو الأفضل والأرقى في كل تفاصيل حياتهم الإنسانية كونهم يعيشون تحت ظل حكومات وطنية مخلصة حريصة عليهم وتسعى جاهدة لخدمتهم وفقا للمعايير الإنسانية السائدة مهما كانت الظروف وبمناسبة حلول عام 2022 الجديد بدأت بعض شعوب العالم بالتحضير للاحتفالات ولكن بشكل محدود جدا معتمدة الإجراءات الاحترازية الصحية الكاملة تحسبا لتأثير وباء كورونا أو مالحق به من متحور اوميكرون على المحتفلين وقد بدأ الأهالي والأقارب والأصدقاء في دول العالم ومن كل الأديان والمعتقدات باستقبال العام الجديد بتبادل التهاني والتبريكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأجمل الكلمات والعبارات والتمنيات الطيبة تيمنا بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام إذ يعتبرون تلك المناسبة الميلادية فرصة سانحة لإعادة الحياة في العلاقات الاجتماعية الإنسانية التي ينبغي أن يسودها الخير والمحبة والسلام بعيدا عن المتاعب اليومية التي تفرضها الظروف المعاشية والاقتصادية والصحية والسياسية الصعبة على تلك الشعوب التي يستثنى منها الشعب العراقي المنكوب الذي يعيش سنوات صعبة عجاف منذ عام 2003 ولحد اليوم فهو يقف فوق صفيح ساخن من المعاناة والمرارة التي يعيشها تحت حكم زمرة مارقة فاسدة فاشلة سياسيا وإداريا ومهنيا ولا تمتلك أدنى درجات الشعور بالمسؤولية ولا تعرف معنى للإنسانية ولا تقيم وزنا لكرامة وحقوق العراقيين ولا تفكر إلا بمصالحها الشخصية الضيقة التي جعلت من العراق بلدا ضعيفا مستباحا وساحة للصراعات الإقليمية والدولية المختلفة وكل هذا قد انعكس سلبا على حياة العراقيين اليومية إذ لانكهة للفرح عندهم ولا يشعرون بالسعادة ولا بالأمان والاستقرار كبقية خلق الله على الأرض وهم يصابرون ويصبرون أنفسهم على ماابتلاهم الله به من حكومات ظالمة بائسة هزيلة أضاعت هيبة العراق ونهبت وبددت ثرواته وأزادت في معاناته وأضعفت تأثيره الإنساني والسياسي بين دول المنطقة والعالم دون وازع من ضمير وبعد كل هذه الأحداث المؤلمة وغيرها من الوقائع المأساوية اليومية التي يعيشها الشعب العراقي منذ سنوات وباسم الإنسانية يتوجب على العالم أن يواسينا ويربت على أكتافنا فإننا نستحق ذلك مادامت سلطة الفساد تحكمنا وتنهب أموالنا وتستهين بكرامتنا وتستبيح مقدراتنا وحرياتنا وهنا نقول لكل الإنسانية على الأرض اعذرونا .. اعذرونا فإننا لانقبل منكم التهاني ولا نستحقها لأننا شعب حزين مسلوب الإرادة ولا يعرف طعم الفرح والمسرات مثل بقية شعوب العالم ومنهوب في وضح النهار ولا نستأنس بكلمات وعبارات التهاني أبدا وسنبقى نتأمل ونتطلع إلى مناسبات قادمة ومواسم فرح جديدة يمكن أن نتذوق فيها الحياة بمعناها الحقيقي عندما يحين الخلاص من حكم الفاسدين قريبا إن شاء الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى