مقالات

لماذا فشلت المبادرات؟

فاتح عبدالسلام

لماذا‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬اية‭ ‬مبادرة‭ ‬معروضة‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬الازمة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العراق؟‭ ‬يتساءل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مراقب‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬منذ‭ ‬اجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الاول‭ ‬الماضي‭.‬المبادرات‭ ‬المحلية‭ ‬تحمل‭ ‬عيوبها‭ ‬معها‭ ‬وهي‭ ‬تولد‭ ‬ميتة‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬تفسيرات‭ ‬قسرية‭ ‬املائية‭ ‬لوجهات‭ ‬نظر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاخر‭ ‬ذي‭ ‬العلاقة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬أصحابها‭ ‬معنى‭ ‬المبادرة‭ ‬واشتراطاتها‭ ‬ومرونتها‭.‬والمبادرة‭ ‬تحمل‭ ‬عناصر‭ ‬فشلها‭ ‬حين‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الخصوم‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬إرادة‭ ‬او‭ ‬قرار‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬مواقع‭ ‬الخطوات‭ ‬وتبادل‭ ‬المنافع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الزحزحة‭ ‬بالتراضي‭ ‬عن‭ ‬التصلب‭ ‬غير‭ ‬المجدي‭.‬‭ ‬وظنّي‭ ‬انّ‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬يعون‭ ‬سبب‭ ‬فشلها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يشرعوا‭ ‬بطرحها،‭ ‬لكنهم‭ ‬يمضون‭ ‬الى‭ ‬إعلانها‭ ‬اسقاطاً‭ ‬للفروض‭ ‬الشكلية‭ ‬ولشغل‭ ‬مساحة‭ ‬تعبوية‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬ولتلبية‭ ‬بعض‭ ‬الطروحات‭ ‬الداخلية‭ ‬الخاصة‭ ‬بتنظيماتهم‭.‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الاخر،‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬مبادرات‭ ‬محلية‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الطرفين‭ ‬المتخاصمين،‭ ‬لكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬عناصر‭ ‬التفوق‭ ‬العددي‭ ‬والنوعي‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬ضمانات‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬أو‭ ‬اغراء‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬للتعاطي‭ ‬معها،‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬سياسي‭ ‬معروف‭ ‬بالبلد‭ ‬لا‭ ‬يتعامل‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة‭ ‬أو‭ ‬الاغراء،‭ ‬حين‭ ‬تنكسر‭ ‬عصا‭ ‬التوافقات‭ ‬الواهنة‭.‬‭ ‬بقيت‭ ‬الأطراف‭ ‬الخارجية،‭ ‬وجميعها‭ ‬يعيش‭ ‬حذرا‭ ‬شديدا،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬الظهور‭ ‬في‭ ‬اللقطة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬إيجابية‭ ‬أو‭ ‬سلبية،‭ ‬باستثناء‭ ‬الطرف‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬انه‭ ‬المعني‭ ‬الأول‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬الشيعية‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬الانقسام‭ ‬المعوق‭ ‬لولادة‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭.‬‭ ‬وتبدو‭ ‬الخطوات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الآن‭ ‬حذرة‭ ‬وهادئة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬اندلع‭ ‬فيها‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الإطار‭ ‬والتيار،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬اتضحت‭ ‬الصورة‭ ‬وظهر‭ ‬أنّ‭ ‬الأطراف‭ ‬الخارجية‭ ‬الأخرى‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬يد‭ ‬في‭ ‬الازمة‭ ‬حلاً‭ ‬أو‭ ‬تعويقاً‭.‬إيران‭ ‬لديها‭ ‬عناصر‭ ‬فرض‭ ‬الإرادة‭ ‬بقوة‭ ‬نفوذها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة،‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‭ ‬نسبياً،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬استبعاد‭ ‬ان‭ ‬تخطو‭ ‬إيران‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬حل‭ ‬الازمة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬عبر‭ ‬مفاتيحها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وترجيحي‭ ‬انّها‭ ‬ستنجح‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى