مقالات

لماذا لا يعمل شعار العراق أولاً؟

د. فاتح عبدالسلام

لم ترد تقارير عن انطلاق منظومة دفاعية للتصدي للصواريخ العشرة التي ضربت قاعدة عين الاسد في الانبار، ما يوحي انَّ القاعدة غير محمية بما يكفي، بالرغم من انّها الهدف الاكثر أهمية في سياق الهجمات التي تعرّض لها الامريكان في السنوات الأخيرة. وهذا أمر يحتاج الى جهات ذات علاقة لتفسيره. لكنها ملاحظة نستهل بها الكلام .السلطات العراقية تكرّر كُلّ يوم المحفوظات المعروفة في انَّ البلد لن يكون ساحة للصراع الاقليمي أو الدولي، وبرغم ذلك يتحوّل العراق ،كما نشهد، الى ميدان رمي صاروخي حر، بما يجعل الافق مفتوحاً على جميع الاحتمالات، إلا احتمال الحفاظ على السيادة العراقية . هناك مباحثات أجراها مسؤولون عراقيون بحسب الاخبار المتقطعة مع جهات ايرانية وأمريكية في أوقات قريبة سابقة، من أجل ابعاد شبح المواجهات العسكرية عن البلد، في ظل وضع سياسي هش وانتفاضة شعبية لم يتمكنوا من اخمادها لأنها متصلة بأنفاس الشعب وأعماق ضمائرهم. لماذا يظن الحكوميون في بغداد أنَّ أحداً من الجانبين من الممكن أن يصغي لوجهة نظرهم، ذلك انَّ العملية السياسية التي يقوم عليها الحكم في العراق هي أصلاً نتاج تحويل البلد الى ساحة حرب، لا أحد لديه ضمانات متى ستنتهي والى أين ستمتد؟ولماذا يجب الاصغاء لوجهة نظر الطرف الضعيف في بنائه وامكاناته والمضيّع لفرص نهضة البلد، بعد أن أغدق عليه العالم بعد العام ٢٠٠٣ من الاهتمام والهبات المادية والمعنوية، السياسية والعسكرية، ما لم تنله دولة على وجه الارض؟ ما عناصر القوة التي يحاجج بها مسؤول في بغداد ليمنع مرور الصراع الامريكي الايراني عبر أجواء العراق وأراضيه، في حين كانت أرتال بشرية ولوجستية طوال عشر سنوات تخرج، من العراق ذاته الذي يرفض تدخل الآخرين في شؤونه الداخلية، لتشارك في الجهد الحربي لدولة عربية مجاورة، لا يحق لأي بلد التدخل هناك أو التصرف بامكانات العراق البشرية والمالية في الاشتراك في حروب خارجية من دون المرور بالبرلمان العراقي وتحت الانظار.أتريدون الآن جعل”العراق أولاً” شعاراً قابلاً للتطبيق ، بعد أن أصبح منذ زمن بعيد، أمراً مستحيلاً؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى