مقالات

لماذا‭ ‬يرفضون‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة؟

فاتح عبدالسلام

‭ ‬بعد‭ ‬ليلة‭ ‬ونهار‭ ‬داميين‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء،‭ ‬هناك‭ ‬عودة‭ ‬واضحة‭ ‬الى‭ ‬المربع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬مطلب‭ ‬إقامة‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالمضي‭ ‬في‭ ‬انعقاد‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭.

‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ظهر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بتأكيد‭ ‬الضرورة‭ ‬للجوء‭ ‬الى‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭ ‬كحل‭ ‬وحيد‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬الازمة‭ ‬الكبيرة‭.

وهنا‭ ‬يبرز‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬وهو‭ ‬لماذا‭ ‬هناك‭ ‬رافضون‭ ‬للانتخابات‭ ‬المبكرة؟‭ ‬والجواب‭ ‬قد‭ ‬يحيل‭ ‬الى‭ ‬أسباب‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭:‬

اولاً‭: ‬ليس‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭ ‬في‭ ‬صدد‭ ‬الظهور‭ ‬بموقف‭ ‬تنازل‭ ‬لصالح‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة،‭ ‬لاسيما‭ ‬ان‭ ‬الصراع‭ ‬بينهما‭ ‬اتخذ‭ ‬شكلا‭ ‬دمويا‭ ‬سقط‭ ‬فيه‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عراقياً‭.

ثانياً‭: ‬هناك‭ ‬فاسدون،‭ ‬وهم‭ ‬اغلبية‭ ‬ساحقة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي،‭ ‬من‭ ‬زعامات‭ ‬وكوادر‭ ‬وحواش‭ ‬ٍ،‭ ‬دفعوا‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬النيابية‭ ‬الحالية،‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬بحسب‭ ‬تخطيطهم‭ ‬التقليدي‭ ‬حقائب‭ ‬وزارية‭ ‬تكون‭ ‬باب‭ ‬الارتزاق‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬الدولة‭ ‬والشعب‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬جرت‭ ‬العادة،‭ ‬وانّ‭ ‬هذه‭ ‬الجوقة‭ ‬الفاسدة‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تجني‭ ‬أرباحها‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬المضطربة‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬استعادة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬بذلتها،‭ ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬يعرقل‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬جني‭ ‬المكاسب‭ ‬الحرام‭ ‬غير‭ ‬المنجزة‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬بشكل‭ ‬مرضي‭ ‬لهم‭.‬

ثالثاً‭: ‬مخاوف‭ ‬جدية‭ ‬لدى‭ ‬قوى‭ ‬سياسية‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تحقيق‭ ‬العتبة‭ ‬الانتخابية‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬وصلوا‭ ‬اليها‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬مشكوك‭ ‬بشرعيتها‭ ‬أصلا،‭ ‬بسبب‭ ‬النسبة‭ ‬المتدنية‭ ‬والمعيبة‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناخبين‭.‬

رابعاً‭: ‬مخاوف‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقفز‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬الى‭ ‬نسبة‭ ‬اعلى‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المقبل،‭ ‬وربما‭ ‬عبر‭ ‬تحالف‭ ‬كتلوي‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬كردية‭ ‬او‭ ‬سنية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مفاجأة‭ ‬مزعجة‭ ‬للقوى‭ ‬الرافضة‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬عراقية‭ ‬خارج‭ ‬المواصفات‭ ‬الطائفية‭ ‬والمحاصصات‭ ‬التي‭ ‬طوت‭ ‬تحتها‭ ‬أوكار‭ ‬الفساد‭ ‬واعشاش‭ ‬الفاسدين‭.

خامساً‭: ‬ثمة‭ ‬اعتقاد‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬في‭ ‬انّ‭ ‬الانتخابات‭ ‬الجديدة‭ ‬ستجلب‭ ‬معها‭ ‬تحولات‭ ‬سياسية‭ ‬تكسر‭ ‬التوافقات‭ ‬وترسخ‭ ‬دستوريا‭ ‬لحكومة‭ ‬اغلبية‭ ‬تكون‭ ‬تمهيداً‭ ‬لتغيير‭ ‬هوية‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬نحو‭ ‬العراقية‭ ‬الوطنية‭ ‬المنقطعة‭ ‬عن‭ ‬اية‭ ‬تبعية‭ ‬إيرانية‭ ‬او‭ ‬تبعيات‭ ‬أخرى‭ ‬ايضاً‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى