الأمنية

لمنع عودة داعش.. شراكة هشّة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان

بالرغم من الخلافات القائمة بينهما، شكلت الحكومة الفدرالية في العراق، وحكومة إقليم كردستان، شمالي البلاد، شراكة أمنية لدفع خطر عودة تنظيم “داعش”.
ويصف تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” هذه الشراكة بـ”الهشة”، ويعتبرها اختبارا جديدا في حرب العراق على التنظيم الإرهابي.
ويضيف أن الجانبين يقولان إنهما بحاجة للقوات الأميركية للمساعدة في الحفاظ على تماسك هذه الشراكة، ويؤكدان أن هذا أحد أسباب عدم انتهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق حتى مع انتهاء مهمته القتالية رسميا في 31 ديسمبر.
وأعلن العراق هزيمة داعش قبل أربع سنوات، لكن التنافس بين بغداد وأربيل فتح ثغرات تسلل من خلالها بعض عناصر داعش، وتمكنوا من إرهاب السكان.
وهددت موجة هجمات داعش الأخيرة بإخلاء قرية اللهيبان من سكانها ذات الأغلبية الكردية.
لذلك، وللمرة الأولى منذ 2014، أنشأت القوات العراقية والبشمركة مراكز تنسيق مشتركة حول المنطقة لمراقبة الثغرات بشكل أفضل.
وقال رئيس عمليات البشمركة الكردية في المنطقة، نقيب حجر إن “داعش استغل الفرصة في السابق، لكن نحن ننسق، وتنسيقنا يبدأ من هنا، في هذه القرية”.
التقرير نقل عن أحد سكان قرية اللهيبان ويدعى حلمت زاهر القول إنه متعب من قضاء ليال بأكملها على سطح منزله، حاملا بندقيته، لتنام زوجته وأطفاله في أمان بالداخل.
وفي صورة تختزل وضع السكان المحليين أمام تهديدات داعش، يقول التقرير إنه بينما كان أفراد الأمن التابعين لشركة نفط قريبة، وهم الوحيدون في المنطقة المجهزون بأجهزة رؤية ليلية حرارية، يرسلون إشارات بعد رصدهم لمقاتلي داعش، أسفل سلسلة جبال قراتشوك باتجاه اللهيبان “كان على زاهر وغيره من السكان المسلحين صدهم”.
زاهر قال في الصدد: “لقد تم التخلي عنا، البشمركة كانت في جانب، والجيش العراقي في جانب آخر، ولم يتدخل أي منهما”.
ودفعت الزيادة الأخيرة لهجمات داعش على القرية، بينها ثلاث في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر وحده، العديد من سكان القرية، ومعظمهم من الأكراد، إلى المغادرة، بينما نقل زاهر عائلته إلى قرية ديبكة الخاضعة لإدارة إقليم كردستان.
يقول التقرير إن قرية لهيبان كانت تحتضن نحو 65 عائلة، لم يبق منها سوى 12 عائلة اليوم، وفقا لمختار القرية يادغار كريم.
“أخشى أن أعود”
وفي 7 ديسمبر، تحركت قوات البشمركة والقوات العراقية إلى القرية مع خطط لتكرار التنسيق في أماكن أخرى عبر الأراضي المتنازع عليها.
ويأمل المسؤولون الأكراد أن يدفع هذا التنسيق القرويين للعودة، لكن زاهر غير مقتنع بذلك ويقول: “جئت للاطمئنان على الوضع فقط، أخشى أن أعود”.
يقول التقرير إن قوات البيشمركة الكردية تمتلك مواقع على طول سلسلة جبال قراتشوك، لكن العقيد في البيشمركة قهار جوهر يقول إن القوات الكردية لا تمتلك أوامر لوقف مسلحي داعش أثناء عبورهم لشن الهجمات أو تنفيذ عمليات ضدهم بسبب الحذر من دخول الأراضي المتنازع عليها.ويتحرك مسلحو داعش ليلا، باستخدام الأنفاق والاختباء في الكهوف، بينما يفتقر البشمركة إلى المعدات الأساسية بما في ذلك أجهزة الرؤية الليلية، وفقا للتقرير.
وقال جوهر “لهذا السبب يستطيع تنظيم الدولة الإسلامية إرهاب السكان، لأننا لا نستطيع رؤيتهم”.
ستة مراكز تنسيق
يؤكد التقرير أن المحادثات لإعادة إنشاء مراكز تنسيق مشتركة بين الجيش العراقي والبشمركة بدأت منذ أكثر من عامين، لكنها انهارت بسبب انعدام الثقة العميق والخلافات حول كيفية تحديد خطوط السيطرة.
لكن في عهد رئيس الوزراء الحالي، مصطفى الكاظمي، استؤنفت المحادثات، مما مهد الطريق لإبرام اتفاق يقضي بإنشاء ستة مراكز تنسيق مشتركة بين بغداد وأربيل وعبر المناطق المتنازع عليها.
ووافق الكاظمي، أيضا، على إنشاء لواءين مشتركين للقيام بعمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن مدير علاقات البيشمركة مع قوات التحالف حجر إسماعيل يقول إن هذه الخطوة تحتاج لموافقة وزارة المالية في بغداد من أجل تخصيص ميزانية لها.
وبين 2009 و2014، نفذت القوات العراقية والكردية عمليات أمنية مشتركة في محافظات نينوى وكركوك وديالى الشمالية.
في غضون ذلك، تمكنت السلطات الكردية من إحكام سيطرتها على كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها.
وبعد إعلان العراق الانتصار على داعش في 2017، وجهت بغداد أنظارها إلى هذه المناطق، حيث شنت عملية عسكرية في أكتوبر 2017 لاستعادتها.
وتوترت العلاقات بين إقليم الحكم الذاتي، والحكومة الفدرالية، بعد قيام بغداد بقطع مخصصات الميزانية للإقليم الكردي، مما جعله غير قادر على دفع رواتب العاملين في القطاع العام والديون لشركات النفط.
وقال مسؤولون عراقيون وأكراد إن وساطة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودعمه يعتبران عاملان أساسيان في جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
وقال جوهر، الذي تتمركز قواته في قراتشوك، “لقد لعبوا دورا مهما، بالتنسيق معنا ومع الجانب العراقي.. بدونهم لما كنا نتحدث، لن يأتوا إلى هنا، ولن نذهب إلى هناك”.
يقول الجانبان العراقي والكردي إنهما ما زالا بحاجة إلى أن يقوم الأميركيون بهذا الدور، وفقا للتقرير.
الوجود الأميركي مهم أيضا من نواح أخرى، إذ يدفع الأميركيون رواتب العديد من مقاتلي البشمركة وسط خلافات مستمرة على الميزانية مع بغداد.
ويبلغ التمويل الأميركي حوالي 240 مليون دولار وهي قيمة رواتب نحو 45 ألف عنصر من البيشمركة، وفقا لإسماعيل الذي قال: “لحسن الحظ، سيستمر هذا في عام 2022” أيضا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى