مقالات

مؤتمر التطبيع .. تقييم الفعل ورد الفعل

مؤتمر التطبيع .. تقييم الفعل ورد الفعل – عبد الخالق الشاهر

قدمت بحثا لندوة في جامعة البكر عن آثار الحصار على منظومة القيم في المجتمع العراقي وبعد مناقشتي لكل السلبيات ختمت حديثي بالقول (رأيتم كم ان الجوع كافر وقادر على نخر المجتمعات ، ولكنه لم يتمكن من ايصال شعب العراق الى مواقف مؤسفة ثلاث اولها القبول ب (إسرائيل) العدو الأول للأمة العربية ، والثانية الطائفية ، والثالثة المخدرات) . ولم أذكر العنصرية لأن اهلنا الكرد كانوا قد غادرونا .نعم (اسرائيل ) تختلف عن باقي الاعداء الذين هم كثر بسبب كونها مزروعة داخل الجسد العربي ، وأهدافها التوسعية ( من الفرات العربي الى النيل العربي) .. وقلت في بحث نيل شهادة الدفاع الوطني (تمكن العالم من ان يوهمنا ان الفكرة الصهيونية ولدت في مؤتمر (بال) بينما الحقيقة تقول انها ولدت قبل بال بل ولدت قبل ان يولد هرتزل يوم قال بالمر ستون وزير الخارجية البريطاني ردا على حركات محمد علي باشا لتوحيد الأمة العربية لا بد من ايجاد كيان يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه) اي ان الهدف من قيامها هو استهداف الامة العربية ، ولذلك نجد مثلا ان جيش العراق لا زالت جثامين شهدائه تتوزع بين نابلس وجنين ودمشق والمفرق ، بينما لا يوجد شهيد واحد لأي بلد مسلم من غير العرب على ارض فلسطين . وهناك عراقيين كرد وتركمان نالوا شرف الشهادة أو البسالة على ارضها ومنهم البطل عمر علي قائد معركة جنين .. كم انت عظيم يا عراق ؟؟بنود الموازنةالكثيرون يهددون (اسرائيل) ناسين او متناسين انها من القوة بحيث ان حصة البحث والتطوير من موازنتها السنوية هو اعلى من الاقطار العربية مجتمعة ، ولا نتطرق لباقي بنود الموازنة وكم فيها للثقافة والتربية فضلا عن مستوى الديمقراطية فيها وكيف انها دولة مؤسسات من الطراز الاول ، ولعل مقارنة بسيطة بين ثورة الحجارة للشعب الفلسطيني (عدوهم) وكيف تعاملت معها ، وكيف تعاملنا نحن مع ثورة شعبنا السلمية .. اكرر (شعبنا).. ولعل مثل هكذا عدو لا يقهر بالشعارات واستعراض العضلات ، بل تقهره دول عربية تحترم شعوبها وتؤمن بالبناء وامتلاك عناصر القوة الشاملة الأربع التي هي فقط وليس غيرها قادرة على خلق جيش قوي قادر على زعزعة امنها وقبتها الحديدية التي زاد عليها الكونغرس الامريكي ( الحليف) مليار دولار امس الأول. تبقى الحقيقة الناصعة الأخرى وهي ان امريكا هي (اسرائيل) و(اسرائيل) هي امريكا وبالتالي لا فضل لمن جاء بأمريكا لتهدم بلدنا الجميل وتدمر شعبنا وبنيته التحتية ومنظومة قيمه ، او من جاء معها او من روج لها او من طبخ لها الفسنجون النجفي او من اهداها (ذو الفقار) رمز العز العربي والاسلامي ، ، او من صلى على قتلاها الغازين ووضع اكاليل الغار ، او من قاتل المقاومة العراقية الباسلة وزجهم في السجون ووضع حبال المشانق على رقابهم ، وغير ذلك الكثير .. انهم ليسوا احسن بأي حال من الأحوال من المؤتمرين للتطبيع .. الأحسن منهم فقط هو من لم يتعامل لا مع هذه ولا مع تلك . والذي لم تتلوث يديه بدماء الشعب وماله ومنهم ثوار تشرين فهو الوحيد الذي يحق له مساءلة المؤتمرين وليس غيره . ليس في القانون الاسمى والاعلى في البلاد ( الدستور) دستور (التحرير)اية اشارة عن القضية الفلسطينية بل ليس فيه اية اشارة عن عروبة العراق (( العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب … وجزء من العالم الاسلامي )) وكأن الالماني يفرح بأنه ليس جزء من الامة الالمانية بل جزء من العالم المسيحي !!! …. وهذا الدستور يتيح حرية الرأي والمعتقد (( تكفل الدولة حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني)) و ((لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة )) هذا هو الدستور .. اما عن القانون فهناك المادة 201 التي نصت بعد تعديل عام 1975على ((يعاقب بالإعدام كل من حبذ… او روج … مبادئ صهيونية بما في ذلك الماسونية، …او انتسب الى اي من مؤسساتها او ساعدها ماديا او ادبيا او عمل باي كيفية كانت لتحقيق اغراضها))السلام العادلوالتطبيع كمصطلح سياسي يعني ((جعل العلاقات طبيعية )) وعندما نقول طبيعية يعني لا غالب ولا مغلوب وقد تعني (السلام العادل) والذي هو قد يكون الحوار للوصول الى قرارات مجلس الامن 338 و242 حدود 1967 او غير ذلك وقد سبق ان حقق الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير اتفاقيات سلام مع الكيان ومعه تسعة اقطار عربية لحد الآن ، ولا ننسى مواقف بعض الدول المسلمة مع هذا (العدو) الذي اغتصب مسرى نبيهم (ص) .. وبالتالي فأن التطبيع رغم اني لم اروض نفسي حتى على سماعه كوني هتفت كثيرا حتى بح صوتي كما بح صوت المرجعية مع الطبقة السياسية .. مع الهاتفين في الكلية العسكرية على قرع الطبول .. ((طالعلك يا عدوي طالع)) الا اني كرجل قانون افهم ان الدستور يقول لي (( لا جريمة ولا عقوبة الا بنص)) ونص المادة 201 لا ينطبق على فعل المؤتمرين تماما فهم لم يحبذوا ولم يروجوا لمبادئ صهيونية او ماسونية او انتسبوا الى مؤسسة صهيونية او ساعدوها ، وما تبقى تقرره السلطة التقديرية للقضاء وليس أنا .. رغم انه يشكل بعدا لا اخلاقيا بالتأكيد ، مما يقودنا بالتأكيد الى تعديل المادة الدستورية ونقول ان العراق جزء من الأمة العربية وإدخال قضية فلسطين فيه كي يتسنى لنا تعديل المادة 201/عقوبات لردع مثل هذه الحالات .وقبل ان نعدم المؤتمرين ، ولتحقيق الانصاف علينا اذا ان نقطع العلاقات بأمريكا والغرب كله وعشرة دول عربية منها دولة فلسطين ، ونعدم كل من خان البلد بجلب امريكا التي هي اسرائيل ونعدم كل من زار اسرائيل من الطبقة السياسية الحالية او تواصل معها من السياسيين وأعيد مقولتي بأن نعدم كل من تحالف او قاتل مع دولة عدوة او صاحبة نفوذ ضد العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الى لحظة كتابة هذا المقال . لأن الخيانة واحدة ولونها واحد وأصولها واحدة والبلد هو بلد .. هو العراق العظيم ، ان حكمه الملك او الزعيم او الرئيس مستبدا كان ام ديمقراطيا فلماذا أدخلنا بكل زناة الليل اليه كما يقول نزار قباني؟؟ثقوا اني لست مهتما بمؤتمر التطبيع لأني اعرف ان شعب العراق لن يمد يده لمصافحة (اسرائيل) يوما ، بل لأني اعلم بأن اهميته للمتصدين له تكمن في دعاية انتخابية بل وحتى انه وظف لغرض التسقيط السياسي كما حصل في الانبار والذي يهمني اكثر هو ما الذي غير اهل العراق تجاه (اسرائيل) ؟؟ وما الذي غير بعض الجنرالات ؟؟ كما يقول الاعلام وأشك في ذلك ؟؟ الم يكن للنظام السياسي القائم يد في ذلك ؟؟ الم يكن لفشل الطبقة السياسية التي فشلت في (التطبيع) مع شعبها او خصومها من مواطني هذا البلد الذين قطعت ارزاقهم وصادرت اموالهم وحرموا حتى من ابسط حقوق المواطنة ( شهادة الحياة) .. صحيح ان هؤلاء لا يمكن ان يفكروا بالتطبيع او يخونوا العراق رغم ان الجوع كافر لأرامل وأيتام والظلم مدمر خصوصا اذا كان بلا غطاء دستوري او قانوني ، ومخالف للشرع وللإعلان العالمي لحقوق الانسان ، بل هو ابادة جماعية ومن لا يصدقني يمكنه الاطلاع على الصورة الثانية من صور الابادة الجماعية حسب اتفاقية منع الابادة الجماعية للأمم المتحدة عام 1948 والنافذة المفعول. الأمر لا يتطلب تصريحات نارية بقدر ما يتطلب وقفة تأريخيه جادة لوقف الاستهانة بالشعب ومقدراته والتصرف من خلال تغيير حقيقي لبنية وهيكلية العملية السياسية من خلال كشف الواقع كما هو بدلا من الهروب الى امام او التصرف كالنعامة .. والواقع سيقول لنا ان اهلنا في البصرة ليسوا خونة عندما طالبوا بالإقليم ، وقبلهم كرد العراق وبعدهم سنة العراق ، ولو كان الضرف مؤاتيا لطالب التركمان بذلك ومعهم مسيحيي سهل نينوى مع العرض ان شعب العراق لم يسمع بالفيدرالية يوما.. واليوم نريد نصنع لهم محيطا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا يلغي هذه الافكار الانفصالية .. تحب الناس اوطانها وتعشقها وتقاتل اعداؤه لأنها الحضن الدافئ الجميل الآمن (للجميع) وليس ان يكون بلدا تهز داعش اركانه وتصل الى مشارف بغداد بأيام ، وتتقافز فيه صواريخ الكاتيوشا وقنابر الهاون وتعددت فيه مصادر النفوذ الاجنبي وكل من يريد يقصف قراه الحدودية متى شاء ، او يجفف انهاره متى شاء او تنفق اسماكه متى شاء او تحترق محاصيله متى شاء او يحتل سنجار حتى ولو كان حزبا وليس دولة كالعمال التركي . اما كفى ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى