مقالات

مؤشران بشأن الهجمات الصاروخية

د.فاتح عبدالسلام

ليس‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬الاحداث‭ ‬الآخذة‭ ‬نحو‭ ‬التصعيد‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الصواريخ‭ ‬الأربعة‭ ‬عشرة‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬عين‭ ‬الأسد‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬قوات‭ ‬أمريكية،‭ ‬ذلك‭ ‬انَّ‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬هجمات‭ ‬بأعداد‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭. ‬غير‭ ‬انَّ‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرين‭ ‬سوف‭ ‬يرسمان‭ ‬خطاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الهجمات‭. ‬المؤشر‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬استخبارات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬الى‭ ‬بغداد،‭ ‬ومكاشفته‭ ‬بخطورة‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬فصائل‭ ‬تدين‭ ‬بالولاء‭ ‬لإيران‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬كلمة‭ ‬مسموعة‭ ‬لديها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬معروف‭ ‬تتحدث‭ ‬به‭ ‬الفصائل‭ ‬ذاتها‭ ‬قبل‭ ‬سواها‭. ‬أما‭ ‬المؤشر‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬تصريح‭ ‬جنرال‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬التحالف‭ ‬حول‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬باتت‭ ‬تهدد‭ ‬بتقويض‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬العراقية‭ . ‬‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المؤشرين‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬مواقف‭ ‬جديدة‭ ‬تريد‭ ‬السلطات‭ ‬العراقية‭ ‬نقلها‭ ‬الى‭ ‬طهران،‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬الصورة‭ ‬واضحة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬غير‭ ‬واقعة‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الرسمي‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الايضاح‭ ‬او‭ ‬ربما‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬يتصل‭ ‬بموقف‭ ‬امريكي‭ ‬قد‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذه‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً‭ ‬في‭ ‬المرات‭ ‬المقبلة،‭ ‬لاسيما‭ ‬اذا‭ ‬فشلت‭ ‬المباحثات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬فيينا،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬اتفاق‭ ‬جديد‭ ‬بحسب‭ ‬الرغبة‭ ‬الامريكية،‭ ‬وهذا‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬عدم‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الامريكية‭ ‬عن‭ ‬طهران،‭ ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬الايراني‭ ‬الأكبر‭. ‬التصريح‭ ‬الأمريكي‭ ‬حول‭ ‬السيادة‭ ‬العراقية‭ ‬يحتمل‭ ‬وجهتين،‭ ‬الأولى‭ ‬انَّ‭ ‬واشنطن‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ملزمة‭ ‬بموجب‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬سيادته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نقص‭ ‬عوامل‭ ‬القوة‭ ‬والدفاع‭ ‬لديه،‭ ‬وهذا‭ ‬سياق‭ ‬خطير‭ ‬من‭ ‬سياقات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدوثه‭ . ‬والثاني‭ ‬ان‭ ‬تترك‭ ‬واشنطن‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬ينزلق‭ ‬نحو‭ ‬الهاوية‭ ‬فيقوض‭ ‬السيادة‭ ‬والاستقرار‭ ‬ويخرج‭ ‬الأمور‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬الرسمية‭ ‬ليتحول‭ ‬البلد‭ ‬الى‭ ‬مستنقع‭ ‬الفشل،‭ ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬لن‭ ‬يخدم‭ ‬ايران‭ ‬مطلقاً‭. ‬لأنّ‭ ‬العراق‭ ‬ليس‭ ‬كأية‭ ‬دولة‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ ‬دولة‭ ‬فاشلة،‭ ‬وانما‭ ‬ستجر‭ ‬خلفها‭ ‬دولا‭ ‬ومصالح‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬نحو‭ ‬هاوية‭ ‬الفوضى‭. ‬هذا‭ ‬الغلاف‭ ‬الخارجي‭ ‬للمشهد،‭ ‬وهناك‭ ‬تفاصيل‭ ‬تتفاعل‭ ‬،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنضج‭ ‬او‭ ‬تستقر‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬واضحة‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى