مقالات

مائة عام أيها البواسل

مائة عام أيها البواسل…. هادي‮ ‬جلو مرعي

أعادني‮ ‬المشهد الى ثمانينيات القرن الماضي‮ ‬عندما كنت طالبا في‮ ‬الإعدادية،‮ ‬حين كان المظليون‮ ‬يبدون من البعيد وكأنهم‮ ‬يشاركون‮ ‬غيوم السماء السكن،‮ ‬وهم‮ ‬يهبطون بمظلاتهم،‮ ‬فكان المنظر مبهجا ومثيرا،‮ ‬ويعصف بخيال الكبار والصغار،‮ ‬وكان ذلك قبل‮ ‬30‮ ‬عاما مرت مثل لحظة عابرة‮. ‬مطلع‮ ‬2021‮ ‬وكنت على الجسر المعلق،‮ ‬أعبره من الكرادة الى الخضراء،‮ ‬كانت الصورة مماثلة،‮ ‬مظلي‮ ‬يحمل علم العراق،‮ ‬يهبط الى ساحة الإحتفالات،‮ ‬ويلحق به عشرات آخرون من رفاقه،‮ ‬وكان الأمر تمرينا‮ ‬يحضره وزير الدفاع الفريق جمعة عناد إستعدادا للإحتفال الرسمي‮ ‬والشعبي‮ ‬بذكرى تاسيس الجيش العراقي‮ ‬الذي‮ ‬بدأت مسيرته عام‮ ‬1921‮ ‬بفوج سمي‮ (‬موسى الكاظم‮).‬تنفق الدول أموالا طائلة من أجل إعداد جيوشها لحماية حدودها،‮ ‬ومصالح شعبها،‮ ‬وكلما كان الإعداد جيدا،‮ ‬والإستعداد عاليا كان ممكنا تلافي‮ ‬الضرر،‮ ‬وتجنب الهزائم المريرة،‮ ‬ولعل تجارب الجيوش في‮ ‬العالم كفيلة بتوضيح ذلك‮.

‬يتوقع العديد من الخبراء أن‮ ‬يشهد عام‮ ‬2021‮ ‬تحولا كبيرا في‮ ‬قدرات الجيش العراقي،‮ ‬وإحكامه السيطرة على كامل الأراضي‮ ‬العراقية،‮ ‬وتمكنه من الحصول على المزيد من الأسلحة والمعدات والخبرات،‮ ‬مع وصول قادته وضباطه ومنتسبيه الى مستويات عالية من الخبرة والوعي‮ ‬والثقافة العسكرية التي‮ ‬تلبي‮ ‬ضرورات مواجهة التحديات الصعبة التي‮ ‬تنتظر البلاد،‮ ‬وتتطلب المزيد من التركيز واليقظة والإستعدلد،‮ ‬وبحسب المعلومات فإن وزير الدفاع الفريق جمعة عناد‮ ‬يشرف بنفسه على توفير مستلزمات النهوض بالجيش العراقي،‮ ‬والحصول على المزيد من التقنيات العسكرية المتقدمة،‮ ‬ومن مناشيء عالمية زارها بنفسه،‮ ‬وإطلع على ماتمكنت دول كبرى من تحقيقه من تطور في‮ ‬مجال التسليح والتدريب والتأهيل العالي‮.

‬التضحيات الكبيرة التي‮ ‬قدمها الجيش العراقي‮ ‬خلال المائة عام التي‮ ‬مضت على تأسيسه تؤشر حجم المساهمات،‮ ‬ونوع التحديات العسكرية التي‮ ‬واجهها،‮ ‬وتشكل سجلا حافلا بالإستعداد والتحلي‮ ‬بالشجاعة والعزيمة والتطور،‮ ‬والرغبة في‮ ‬تحــــقيق المجد الذي‮ ‬يستحقه،‮ ‬خاصة عندما تكون التــــضحية من أجل العراق‮.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى