الأقتصادية

ماذا لو استمرت أسعار النفط في الهبوط؟

يتوقع عدد من المحللين انخفاض سعر خام برنت إلى ما دون 35 دولارا في الفترة المقبلة بسبب تراكم المخزونات وانخفاض الطلب العالمي على النفط.


وفي تقرير نشرته صحيفة “إزفيستيا” الروسية، يؤكد الكاتب فاليري فورونوف أن عددا من العوامل تفسّر هذه التوقعات المتشائمة بشأن أسعار النفط، ومنها استمرار تفشي فيروس كورونا وتشديد إجراءات الحجر الصحي عالميا، واستئناف الإنتاج في ليبيا، فضلا عن حالة عدم اليقين قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.


ومن غير المستبعد حسب الكاتب أن يعود سعر الذهب الأسود إلى مستوى 45 دولارا للبرميل بنهاية العام الجاري، في ظل تمسك دول أوبك بلس إلى حد الآن بالاتفاق الذي تم توقيعه في وقت سابق من هذا العام، وهو العامل الرئيسي في انتعاش الأسعار إلى حد الآن.
انخفاض مفاجئ


وفي تعاملات اليوم الاثنين تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يناير/كانون الثاني، بنسبة 3.71%، ليصل إلى 36.54 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي.


كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط، تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 4.37%، لتبلغ 34.25 دولارا للبرميل، وفق ما أوردت وكالة الأناضول.


وكان المحلل الرئيسي في شركة “إيه ماركتس” أرتيم ديف قد توقع أن يصل سعر خام برنت إلى 36 دولارا للبرميل، وأن تتراوح أسعار خام غرب تكساس الوسيط بين 33 و34 دولارا للبرميل، وفق ما ذكرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية.


ويتفق خبراء آخرون مع هذه التوقعات، ويؤكدون أن جميع الظروف مهيأة في الوقت الحالي لانخفاض أسعار النفط.
ووفقا للمحلل المستقل ديمتري أداميدوف، يمكن أن تصل العقود الآجلة إلى أسعار منخفضة للغاية، وقد تصل إلى مستويات سالبة، كما أن سعر النفط قد يصل إلى ما دون 35 دولارا، رغم أن هذا الاحتمال ضعيف بعض الشيء.


وترى الخبيرة بمجموعة “ألباري” الروسية ( IAC Alpari) ناتاليا ميلشاكوفا، أن أسعار النفط قد تصل إلى 34 دولارا للبرميل، مؤكدة أنه من غير المرجح أن تنخفض إلى أقل من ذلك.


الإغلاقات والانتخابات الأميركية
يعتقد أرتيم ديف أن إجراءات الإغلاق الجديدة بسبب انتشار فيروس كورونا ستؤثر بشكل كبير على أسعار النفط. فعلى سبيل المثال، فرضت كل من ألمانيا وفرنسا حجرا صحيا لمدة شهر واحد، بينما فرضت إسبانيا إجراءات تمتد 6 أشهر.


ويضيف ديف أن استئناف إنتاج النفط في ليبيا سيكون أيضا من العوامل المؤثرة. في بداية الشهر الماضي كان الإنتاج عند مستوى 500 ألف برميل يوميا، قبل أن يصل إلى حوالي 700 ألف برميل بنهاية الشهر، ومن المتوقع أن يفوق الإنتاج مليون برميل يوميا بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.


ويوضح ديف أن ليبيا غير ملتزمة باتفاق أوبك بلس، وهو ما يسمح لها بالحفاظ على مستوى الإنتاج عند الحد الأقصى، وفق الصحيفة الروسية.


وتعتقد الخبيرة الاقتصادية ماريا بيلوفا، أن إمكانية اتخاذ إجراءات إغلاق واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم مثلما حدث في الموجة الأولى من وباء كوفيد-19، قد تؤدي مجددا إلى خلل كبير في مستويات العرض والطلب على النفط، مثلما حدث في مارس/آذار من العام الجاري.


وأوضحت بيلوفا أن انتشار فيروس كورونا في الربيع الماضي أدى إلى انهيار الطلب على النفط، وقد بلغ فائض المعروض في ذروة انخفاض الاستهلاك في أبريل/ نيسان 19.5 مليون برميل يوميا. لكن مستويات الاستهلاك عادت تدريجيا وبلغت ذروتها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد تجاوز الطلب مستويات الإنتاج بمقدار 3.2 ملايين برميل يوميًا.


ويؤكد أرتيم ديف أن الجدل الدائر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية والتوقعات بفوز جو بايدن، عاملان آخران قد يؤديان إلى انخفاض الأسعار إلى ما بين 30 و35 دولارا للبرميل.


ويُتوقع في حال فوز بايدن بالسباق الرئاسي تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، مما يعني زيادة الإنتاج العالمي بمستويات قياسية، واحتمال انهيار الأسعار.

اتفاق أوبك بلس
يرى الخبراء أن اتفاق أوبك بلس الذي تم توقيعه في أبريل/نيسان الماضي هو العامل الوحيد الذي يحول دون انهيار أسعار النفط. كما يمكن أن يؤدي التزام الدول المنتجة ببنود الاتفاق إلى ارتفاع الأسعار بحلول نهاية العام الجاري.


ويتوقع رئيس قسم الاقتصاد في معهد الطاقة والتمويل الروسي، مارسيل ساليكوف، أن تنتعش أسعار النفط بحلول نهاية عام 2020 وبداية عام 2021، وأن يتجاوز سعر البرميل 45 دولارا.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك صرح عقب الاجتماع الوزاري الأخير لدول أوبك بلس أنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بمواصلة تنفيذ الاتفاقات بالكامل. ومن المقرر وفق الاتفاق أن تبدأ الدول الأعضاء بزيادة الإنتاج في بداية عام 2021.


وفي الأسبوع الماضي أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا توجد حاجة لتغيير أي بنود في اتفاقيات أوبك بلس، لكنه لم يستبعد إمكانية اتخاذ قرارات جديدة للحفاظ على القيود الحالية، أو تخفيض الإنتاج إذا لزم الأمر، وفق الصحيفة الروسية.


وفي السياق أوردت وكالة إنترفاكس للأنباء الاثنين نقلا عن مصادر أن كبار مديري شركات النفط الروسية ناقشوا مع وزير الطاقة الروسي تمديدا محتملا لتخفيضات إنتاج النفط الحالية لتشمل الربع الأول من عام 2021.
وقالت إنترفاكس نقلا عن أحد المصادر إن شركات النفط تحبذ تمديدا للتخفيضات القائمة خلال الربع الأول من 2021 بدلا من زيادة حجم التخفيضات، بحسب ما أوردت وكالة رويترز.

الأولى نيوز- متابعه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى