مقالات

مال الحرام للحرام

مال الحرام للحرام خليل ابراهيم العبيدي

مال الحرام للحرام مثل بغدادي‮ ‬تتناقله الاجيال عن أولئك الذين تأتيهم الاموال او‮ ‬يستحوذون على هذه الأموال بطرق‮ ‬غير مشروعة‮ ‬،‮ ‬ويخسرونها على موائد القمار‮ (‬دون وجع كلب‮ ) ‬وعندها قيل هذا المثل بحقهم‮ ‬،‮ ‬وأتذكر جدتي‮ ‬قالتها بحق المرحوم قدري‮ ‬الارضرملي‮ ‬صاحب سينما قدري‮ ‬المقامة في‮ ‬منطقة العلاوي‮ ‬عند رأس بستان حسون أغا‮ ‬،‮( ‬المتحف العراقي‮ ‬الان‮) ‬ولا زالت البناية موجودة بعد أن سميت بسينما بغداد‮ ‬،‮ ‬والمرحوم قدري‮ ‬كان مولعا بالقمار والأموال ترد إليه من السينما والسينما عند جدتي‮ ‬حرام‮ ‬،‮ ‬وهذا المثل‮ ‬يذكرني‮ ‬بما أصاب أموال الإقليم في‮ ‬لبنان‮ ‬،‮ ‬ومعذرة من ذكر بعض الأسماء لأن موضوع أموالنا صار مثارا لكل ريبة وتساؤل بعد الدمار الذي‮ ‬لحق ببلدنا جراء أفعال القدوة في‮ ‬العراق ولبنان‮ ‬،‮ ‬والموضوع‮ ‬يتعلق بما تناقلته وكالات الانباء عن ضياع‮ ‬20‮ ‬مليار دولار تعود لإقليم كردستان والمودعة في‮ ‬مصارف لبنان‮ ‬،‮ ‬وهذه الاخبار تذكرنا بموضوع آخر وهو موضوع اكتشاف‮( ‬وجود‮ ‬6.1‮ ‬مليار دولار‮ ‬يعود للعراق مخبأ في‮ ‬قبو في‮ ‬لبنان‮ ) ‬،‮ ‬وثارت في‮ ‬حينها ضجة لمن‮ ‬يعود هذا المبلغ‮ ‬،‮ ‬ومن المسؤول عنه وتم التعتيم عليه حتى من قبل السفارة العراقية في‮ ‬بيروت‮ ‬،‮ ‬والسؤال الذي‮ ‬لم‮ ‬يجب عليه أحد‮ ‬،‮ ‬ماذا تفعل أموال العراق في‮ ‬لبنان ؟‮ . ‬نعم في‮ ‬لبنان الذي‮ ‬يعلم الجميع أن حاكم مصرفه رياض سلامة ومعاونيه كل منهم منهم أمام القضاء السويسري‮ ‬بتهريب ما‮ ‬يقارب ال‮ ( ‬400‮ ‬مليون دولار‮) ‬إلى مصارف تلك الدولة المحاييدة في‮ ‬السياسة والمنحازة للقانون‮ ‬،‮ ‬واليوم لبنان عند نقطة الإفلاس بسبب فساد قدوته‮ ‬،‮ ‬والسؤال لو صحت المعلومات ماذا تفعل أموال الإقليم في‮ ‬مصارف لبنان‮ ‬؟ أو بالأحرى ماذا تفعل أموال العراق في‮ ‬ذلك البلد العربي‮ ‬المبتلى بالمحاصصة والترف السياسي‮ ‬،‮ ‬منذ أن كان كميل شمعون أو بيار الجميل‮ ‬،‮ ‬قدوة تتشابه في‮ ‬لبنان والعراق‮ ‬،‮ ‬قدوة لم تحسب لشعبي‮ ‬البلدين حساب‮ ‬،‮ ‬هذا‮ ‬يهرب الأموال‮ ‬،‮ ‬وذاك‮ ‬يقطع رواتب موظفيه‮ ‬،‮ ‬وثالث لايريد مغادرة السلطة وكان الانسداد في‮ ‬البلدين واحدا‮ ‬،‮ ‬والفساد فيهما واحدا والمثل عليهما واحدا حقا مال الحرام للحرام والحليم تكفيه إشارة الإبهام‮…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى