قصص من الواقع

ماما اقبال

الدنيا مطر و الطين تارس الكاع و الشوارع غركانة و اني واكف سره مقابيل المحطة مال الغاز … جنت لابس قمصلة اكبر من جسمي و مخلي الكبوس على راسي و ايدي لان القمصلة جبيرة … ايدي متغطية لان اصلا متطلع من الردانات … عندي دبة غاز وحدة و واكف وياها .. مجنت واكف لا .. جنت كاعد و مخلي ظهري عالحايط مال المحطة و القنينة مال الغاز مقابيلي .. بصفي رجال جبير هو وابنه .. و بصفي من الصفحة الثانية رجال وحده … جنت اباوع عليهم اني وكاعد ورى الدبة … ارفع راسي و اباوع .. الاب كاله لابنه روح ارجع للبيت حبيبي اني هسه ابدل الدبه و اجي … و انطاه بيده خمسة و عشرين دينار … ركض الجاهل مكيف بالخمسة و عشرين .. جان لابس جزمة من هاي الملونه … اني جنت لابس حذاء مبلل .. جنت احس بالمي بين اصابيعي … و جنت ارجف .. بس الرجفة مو بيدي .. بس بسنوني .. سن يطخ بسن و يطلع صوت عبالك معزوفة .. من كبرت تعرفت على رسام بالكرادة برخيته مقابيل البالون جينز .. خليته يرسم سنون لطفل صغير .. بس هالرسمة خاصة بيا … اختاريت الرسمة تكون بس للحلك و السنون … السنون سويتها صغار و متفارقات لان بذاك الوكت جانت سنوني متفارقات … و خليته يرسم نقاط مي صغار على الخدود و قريب من الخشم .. و خليته يسوي خيال للكبوس واضح على منطقة الخشم و قليل من الكبوس طالع بالرسمة .. سميت الرسمة (معزوفة يتيم) مع العلم اني ما جنت بذاك الوقت يتيم …
جنت شبه يتيم … ابوية مطلك امي و اني عايش وياها ببيت اهلها … بيت اهلها بي جدي و خالتي الصغيرة و بيبي .. طبعا الانفصال صار بسبب المشاكل … عماتي اربعة … يكرهون امي … يكرهوها لدرجة اكثر من مرة ضربوها و دائما يسوون وياها مشاكل … من جانت تحجي لابوية ابوية يطبك وي خواته … و يوم ورى يوم مشاكل مشاكل مشاكل .. اخر شي امي رجعت لبيت جدي بدون علم ابوية … ابوية من رجع للبيت لكاها ماكو … عماتي كامو يسمعوه حجي بحجة هي متخاف منك و عافت البيت و راحت بدون متكلك … اجه لبيت جدي و سواله عركة و جدي كاله عوفها … طلكها ..
عبالك جان منتظر كلمة من جدي حتى يطلكها … طبعا جدي حارس عقار … و امكانيته كلش تعبانة … و اني صغير جنت بس ارتاحيت ببيت جدي .. لان ماكو صياح و عركات و عماتي مموجودات … و صح ابوية مموجود بس مرتاح … و ردت بعمر صغير اساعد … اكو سوك شعبي يمنا بالمنطقة … جنت يوميا اروح هناك و تعرفت على جهال من عمري يبيعون بالسوك … صادقتهم … و علموني عالشغل … اول شغلة اشتغلتها وياهم جنت ابيض البان … جنا نروح من غبشى لجمعية تبيع البان .. ناخذ كمية و نرجع نبسط بيها بالسوك … جبن و زبد و كيمر و بيض هم … مجان عندي هواي فلوس بس جدي انطاني من حجيتله الفكره صح الربح جان قليل بس طلعت فلوس الكمية الي جبتها … و كمت اكرر السالفة .. جنا نكعد و نبيع و نضحك و نتشاقى و يوم ورى يوم نتعرف على ناس بالسوك … صح جان الفقر مبين علينا بس متونسين و نضحك و يوميا نتعارك و نتصالح … فد يوم كاعدين و جتي مرية عمرها تلاثينات …
باوعت علينه و كامت تسألنه على المدرسة .. احنا جنا نجاوبها و نضحك .. كلنالها نداوم مدرسة بس هسه عطلة و طبعا اني جنت ناوي ابطل .. لان اريد ابقى اشتغل بالسوك .. راحت و رجعت وياها جيس اسود جبير … بس ماعرف ليش بقت تباوع يمنا يسرى و رجعت راحت … بعدين جتي كالت حبيبي انته شسمك ؟
كلتلها يوسف .. كالت حبيبي اني محلي جوى بالسوك تعال محتاجه تساعدني … كلتلها صار خاله و كمت و امنت الغراض مالتي يمي زيد و رحت … طبعا هي عدها محل البسة نسائية و اطفال … انطتني تيشرت و بنطرون كابوي و كالتلي قيسهم .. قستهم طلعو على كدي .. وانطتني ترانشوز رياضي (مكرم القارئ) و هم قسته … كالتلي هاي الك حبيبي و انطتني هم قمصله كلش حلوة .. طبعا ما صدكت نفسي و كيفت كلش … كالتلي يله اخذهم و دزلي صديقك .. كلتلها زيد ؟
كالت اي هو زيد .. وعرفت هي جانت جايبه الهدوم بس انقهرت تنطينه الهدوم كبال الناس .. رجعت صحت زيد و راحلها وهم انطته نفس الي انطتهم الي بس غير الوان .. طبعا جنت كاعد بالكاع و حاضن الجيس و مكيف بيهم .. وبس انتظر ابيع الالبان حتى اروح اشوفهم لأمي .. و رجعت للبيت امي كلش كيفت … و كمت يوميا اروح من يم محلها اسلم عليها … جانت مرات تصيحني تسألني مرتاح لو لا .. اكلها اي .. و تسألني على امي و مرات تنطيني فلوس الي و لزيد .. و مره من المرات كالت امك تشتغل .. كلتلها والله هي مرات تخبز للناس بس مو دائما … كالت دليها المحل خلي تجي محتاجتها … و كلت لامي و راحتلها …
شغلت امي وياها بالمحل .. و صارت هي وامي مثل الخوات مع العلم هي وضعها المادي كلش زين و احنا شوية وضعنا تعبان … من بدت امي تشتغل بطلتني امي من شغل السوك … و زيد بوقتها هم راح اشتغل وي ولد فيتر مال سيارات …
بطلتني حتى التهي بالدراسة وبس .. و عرفت صاحبة الفكرة خاله اقبال … خاله اقبال هي صاحبة المحل … طبعا بمرور الوكت علاقة امي كلش صارت قوية بخالة اقبال .. و كامت تجينا للبيت و جانت تنطي لأمي فلوس حتى تغير شغلات لو تشتري شغلات للبيت .. و اني جنت من اجيب درجات قليلة .. خاله اقبال تحاسبني اكثر من امي .. و مرات تكلي شناقصك بس كلي .. جنت اسكت .. لان صدك مناقصني شي .. و نجحت سنة ورى سنة … طبعا مرات امي جانت تكلي كول لاقبال ماما اقبال .. جنت اضحك اكلها بس انتي امي .. تكلي حبيبي اسمع كلام و كلها هيج .. لحد ما افتهمت الموضوع كله … ماما اقبال هم منفصله … طبعا هي وضعها المادي كلش زين و ممحتاجه تشتغل او تفتح محل البسة اطفال … خاله اقبال اتزوجت ورى قصة حب بالكلية اربع سنوات … ورى زواجها اكتشف رجلها انو هي ميصير عدها اطفال ابدا ابدا ابدا … رجلها اقترح عليها شغلتين .. لو تقبل تصير زوجة ثانية و تبقى على ذمته .. لو ينفصلون و تكمل حياتها لان هو يريد اطفال … هي مقبلت تصير زوجة ثانية .. و قبلت بفكرة الانفصال ..
و سوت هالمحل حتى تشوف الجهال و يجون يمها … و من شافتنه بالسوك كاعدين انقهرت علينا و حاولت تساعدنه … ماما اقبال جانت عايشة وحدها بعد وفاة امها .. جانت تخاف من فكرة بقائها وحدها بالبيت .. جانت اغلب وقتها بالمحل وي امي و حتى ورى ميعزلون تجي لبيتنا و ترجع بس عالنومه لبيتها … و هي اصلا قريب بيتها علينا مو بعيد .. جنت اصيحلها ماما و جانت هي تجي وياي مرات للمدرسة تسأل عن وضعي و درجاتي … و مشت السنين و احنا وضعنا تعدل بسبب ماما اقبال .. و اني دخلت كلية و تخرجت .. و اني اعرف عندي امهات ثنين .. ماما اقبال و امي .. بس اب ماعندي ….
طبعا ابوية وجوده رمزي بحياتي .. لان تزوج و عاش حياته و صار عنده جهال من زوجته و اصلا اني ممحتاجه … ورى ما كبرت اكيد امي هم كبرت و ماما اقبال هم كبرت … و تعبت كلش و طبعا المحل امي بقت بي .. طبعا ماما اقبال ما قبلت تتزوج و بقت على وضعها وامي نفس الشي هم مقبلت .. من كبرت ماما اقبال باعت البيت الي بذيج المنطقة و انتقلت بشارعنا … امي من الصبح لليل وياها … و طبعا اني الحمدلله اشتغلت بشركة اهليه بشهادتي وعن طريق ماما اقبال هي الي شغلتني … المحل عزلناه لان لا امي بيها حيل و لا ماما اقبال بيها حيل … و تزوجت اني موظفة وياي و جنت يوميا يوميا اروح لماما اقبال اسلم عليها و اسولف وياها يوميا … الى ان اجه يوم امي تدك عليها تلفون متجاوب … راحت تدك الباب مفتحتها .. خابرتني و كالت اطفر افتح باب الحوش لان امي عدها نسخة من مفتاح باب المطبخ .. طفرت فتحتها و امي فاتت جوى و كامت تصيح و ماتت ماما اقبال … بيومها حسيت روحي اكو شي انفصل من جسمي … بجيت بجي و اختنكت و الجوارين يسكتون بيا .. الجوارين كلهم يبجون عليها لان من انتقلت لشارعنه ماكو احد مساعدته والله العظيم … الكل يحبها … و حتى بيتها و محلها جانت مسويه وصيه يروح لدور الايتام … و راحت ماما اقبال .. لو مو هي اني يمكن جان عفت الدراسة .. لو مو هي جان امي ماعرف وضعها اليوم شنو .. لو مو هي جان هواي امور بقت على حالها … اني هسه الله غير وضعي بس بسببها .. و حاليا اني اسوي مثل ما هي تسوي … من اروح لسوك و اشوف جهال اتذكر نفسي و اتذكر وكفتها وياي .. و اخذ هالقاسمة الله من ملابس انطي لهل الجهال الحلوين ..
الف رحمه على روحها ..

المصدر / صفحة ابو بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى