مقالات

مبادئ ثورة الحسين ونفاق السياسيين

سامي الزبيدي

نعيش هذه الأيام ذكرى ثورة عظيمة وملحمة بطولية لا نظير لها في تاريخنا الإسلامي إنها ثورة الإمام الحسين (ع) الثورة التي أعادت الإسلام لمنهجه الصحيح و نوره الذي أراد الظلمة إطفائه فكانت ثورة على الظلم والفساد،ثورة الحق ضد الباطل ثورة الإصلاح وتصحيح مسار الدين والأمة وإصلاح أمور المسلمين كما قال الإمام (خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) هذه الثورة العظيمة التي تعلم منها ثوار العالم مبادئهم الثورية وتعلم منها الأحرار كيف ينالون الحرية للأسف الشديد يحاول اليوم بعض السياسيين استغلال ذكرى هذه الثورة لمصالح شخصية وفئوية وطائفية وكان الحسين خرج من اجل طائفة أو مذهب ولم يعوا ان الحسين يمثل الإنسانية كلها و غاية بعض الساسة والمعممين الجهلة المتاجرة بدم الحسين ومبادئ ثورته السامية لغايات شخصية وفئوية ،الحسين أيها المنافقون يمثل المسلمين الأحرار الغيورين على دينهم وأوطانهم ،الحسين حسين الإنسانية كلها والمسلمين جميعاً على اختلاف قومياتهم وطوائفهم ولغاتهم وألوانهم ،لقد دأب بعض السياسيين المنافقين في مثل هذه الأيام من كل عام ولغايات مفضوحة يلبسون السواد ويلطمون الصدور ويتباكون كذباً ويوزعون الطعام بأيديهم المدنسة بالسرقة وأموال السحت الحرام ويدسون أنفسهم في هذا الموكب أو ذاك ريائاً ونفاقاً ليظهروا للسذج والبسطاء من أبناء الشعب أنهم من أنصار الحسين والسائرين على نهجه ،كلا أيها المنافقون أنصار الحسين والسائرون على نهجه لا يكذبون على شعبهم ولا يسرقون أموال شعبهم وثروات وطنهم ولا يبيعون كرامة أمتهم للأجنبي ولا يظلمون شعبهم ولا يجوعوه ولا يسلبوه حقوقه ولا يحرموه من أبسط الخدمات ولا يشكلون ميليشيات للقتل والاغتيالات ولا يغتصبون قصور وأملاك وعقارات الدولة الفخمة وشعبهم يعيش في بيوت الطين والصفائح وفي الحواسم ولا يأكلون ما لذ وطاب و شعبهم يقتله الجوع وآلاف الجياع ويعتاشون على النفايات في المزابل ،السائرون على نهج الحسين لا يتطببون هم وعوائلهم في أرقى مستشفيات العالم وعلى حساب الدولة وشعبهم تفتك به الأمراض،مثل هؤلاء السياسيون المرائين لا ينتسبون الى مدرسة الحسين ومدرسة أهل البيت (ع)،مدرسة الزهد والصدق والأمانة والتضحية والإيثار والجود والكرم والعدل والمساواة ومساعدة الفقراء والمحتاجين،مدرسة الإيمان الحقيقي بمبادئ الإسلام السمحة ،الحسين بريء من هذه الفئة من السياسيين المنافقين المرائين ومن ممارساتها وأفعالها المشينة ،ثم ان شعبنا أصبح يعرف هؤلاء جيداً ويعرف كذبهم وريائهم ونواياهم ،وعلى خطى السياسيين هناك نفر من الدجالين والمشعوذين المتاجرين بدم الحسين ومثيري البدع والخرافات التي لا تمس للشعائر الحسينية ولا للدين بصلة والتي جاءوا بها من خلف الحدود لإيهام السذج من الناس أنها من الشعائر الحسينية التي تعبر عن الحزن وعن حب الحسين وأهل بيته والحسين منها ومنهم براء ،ومن هذه البدع التي تسيء لثورة الحسين العظيمة والتي يروج لها البعض توزيع الشرابت والكعك والشاي والقهوة والدارسين والحلويات والمأكولات في الشوارع مما يؤدي الى قطعها وإحداث الفوضى ،وبدعة التطبير المحرم من كل مراجع الشيعة هي الأخرى لا تمت للشعائر بشيء بل هي اذىً للنفس وإساءة لثورة الحسين ،و بيع السيوف والخناجر والقامات في الأسواق واقتنائها من قبل الأطفال واللعب بها مما يسبب الأذى للآخرين بدعة أخرى ،وهل يعبر إشعال المشاعل وحملها من قبل شخص والدوران بها وسط الجموع عن مضاهر الحزن ،وهل يعتبر ضرب الظهر بسلاسل فيها آلات جارحة والسير على النار والزحف على الوجه والصدر العاري والتمرغل في الوحل والتشبه بالكلاب نوع من الحزن ،هذه بعضاً من الممارسات والأفعال التي أدخلها الدجالون والمتاجرون بدم الحسين لغايات ومقاصد معروفة وغيرها كثير وفي هذا الصدد يقول العلامة الوائلي رحمه الله وهو من أعطى للمنبر الحسيني مكانته السامية ( الحسين لا يريدك أن تدمي رأسك ولا يريد منك أن تذل نفسك ،الحسين لا يريدك أن تضرب ظهرك بالسلاسل إنما يريدك أن تصفع وجه الظالم )،فإذا كان البعض يريد حقاً إحياء ثورة الحسين (ع) وكمقترح يحقق هذه الغاية لماذا لا تبادر الجهات المشرفة على العتبة الحسينية والعباسية بالإضافة الى ما تقوم به من عقد مجالس العزاء القيام بعمل من شانه إيصال صدى ثورة الحسين ومبادئها الى كل دول العالم من خلال الإعلان عن جائزة تسمى جائزة الحسين الدولية أشبه بجائزة نوبل تخصص للفائزين في البحوث والاختراعات في مجالات الطب وعلوم الدين والفيزياء والكيمياء والاقتصاد وعلم الاجتماع والآداب وغيرها وتوزع شروط هذه الجائزة عن طرق سفاراتنا وممثلي مراجعنا في مختلف دول العالم وتشكل لجنة في كل اختصاص من باحثين وعلماء من مختلف الدول لفحص البحوث والأعمال المقدمة وتحديد الفائزين منهم ويصار الى توزيع الجوائز في الأيام العشرة الأوائل من شهر محرم وكل يوم يخصص لاختصاص معين وفي الحضرة الحسينية الشريفة يسبق التكريم إلقاء محاضرة عن ثورة الحسين ومبادئها من قبل أحد الباحثين من الدول الإسلامية وبهذه الطريقة نكون قد أوصلنا مبادئ ثورة الحسين وعرفنا بسيرة الحسين وتاريخ أهل البيت لأكبر عدد من دول و شعوب العالم وأحيينا أمر الحسين وأهل بيته بطريقة حضارية وقدمنا خدمة للعالم أجمع وللإنسانية باسم الحسين من خلال البحوث والاختراعات التي تقدم في مختلف المجالات والتي تستفاد منها المؤسسات العلمية والطبية والبحثية والمؤسسات الدينية في العالم كله وفي الوقت نفسه نحد من الخرافات والخزعبلات الشعوذة والدجل والنفاق الذي يسئ لثورة الحسين العظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى