مقالات

محو الأمية

د. فاتح عبدالسلام

الجهلة الغارقون بالفساد والانقسامات الطائفية المخزية، من الذين تصدروا عدداً كبيراً من المناصب في العراق في خلال السنوات الماضية، ماكان يعنيهم معنى تراكم الأثر السيء لحاصل الجهل في البلد، وماذا يمكن أن يؤدي من كوارث اجتماعية وصولاً للارتباك الأمني ذاته.

حملة محو الامية في العراق نفّذتها الدولة في السبعينات، وأسهمت في تحريك وعي المجتمع بكُل فئاته، وصنعت جوّاً من الايجابية في الحياة العراقية، لاسيما عندما انخرطت أجيال ما نالت الفرص المناسبة في طفولتها للتعلم والارتقاء بالتسلسل الدراسي.

خرجت مدارس محو الامية جيلاً واعياً بينهم الشاعر والكاتب والمحامي والموظف المتدرج الى مواقع متقدمة،لاسيما عند أولئك الذين كان الفارق الزمني لتخلفهم عن الدراسة سنوات قليلة قد تصل الى سبع أو ثمانٍ.

ورأينا كثيراً من خريجي تلك المدارس مَن استطاع الالتحاق بالمدارس المسائية ومن ثمَّ بالمعاهد والجامعات ونال الشهادات.

الاحصاءات والدراسات الجديدة تؤكد انَّ نسبة الجريمة والانحراف في المجتمعات تقل على نحو كبير في الاوساط التي ينيرها التعليم.

لابدَّ من خطط لمنع التسرب من المدارس تحت أي ظرف، وتخصيص موازنات سنوية لتكريس ارتباط الاطفال بالتعليم ومعالجة المشكلات التي تعاني منها عوائلهم والتي تعوق استمرارهم بالدراسة.

الاطفال في المخيمات تحت عناوين النزوح والتهجير والانتقال الاضطراري من مكان ناله القصف الى مكان سيء الخدمات وتحت ضغوط الفقر، إنَّما هي الظروف المثالية لتوليد التطرف ومعاداة المجتمع والشعور بالنبذ، وهو الذي يقود الى اختلالات مجتمعية عظيمة قد لا نراها في عشر سنوات لكنّها حين تظهر ستكون قاصمة، ومن الصعب التعامل معها، وسنرجع الى المربع الاول من التعاملات الامنية غير المتوازنة مع شروط الاصلاح، فنحصل على مزيد من النتائج السيئة لجيل آخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى