مقالات

مخاوف غير مبررة

إياد مهدي عباس

على الرغم من ان الأبحاث العلمية المستفيضة أكدت أن لقاحات فيروس كورونا آمنة وعلى درجة عالية من الوثاقة، وان الاعراض الجانبية الشديدة لهذه اللقاحات نادرة الحدوث، إلا أن الكثير من الناس يميلون الى تصديق الشائعات الكاذبة التي تنطلق من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفةحتى شكلت هذه الشائعات جدار صد أمام الناس مما اثر بشكل كبير على قراراتهم في موضوع أخذ اللقاح، ومن ثم يعد هذا تحديا جديدا امام الجهود العلمية والمادية الكبيرة التي تبذل من اجل الحد من انتشار هذا الوباء والقضاء عليه. وبعد مضي أكثر من عام على انتشار الوباء إلا انه مازال يأخذ مسارات جديدة وخطيرة ويتمتع بقدرة كبيرة على انتاج سلالات ذات طفرات جينية أكثر ضراوة وانتشارا من سابقاتها؛ لذا من الضروري ان يكون هناك وعي على مستوى الدولة، ووعي على مستوى الفرد من أجل التصدي لهذا الوباء الفتاك والحد من انتشاره. فعلى مستوى الدولة يجب ان تكون مؤسساتها الصحية على درجة عالية من الاستعداد والتأهب والمقبولية، وان تعد الركن الوثيق والآمن بالنسبة للمواطن في حالة الرجوع اليها.إذ أثبتت الدراسات وحسب افادات المشاركين فيها ان الجوانب النفسية مهمة جدا في تلقي اللقاح، وكلما كانت معدلات الثقة لدى المواطنين مرتفعة كان الاقدام على اخذ اللقاح مرتفعا ايضا، ومن ثم يؤدي ذلك الى تطوير المناعة الوقائية لدى المتلقي لهذا اللقاح. أما في ما يخص مسؤولية الفرد تجاه اللقاحات المطروحة عليه ان لايستمع الى الشائعات الكاذبة والمغرضة التي يقف وراءها تجار الاوبئة والامراض من اجل الثراء وكسب المال، بل عليه ان يثق ثقة كبيرة بأن هذه اللقاحات تم التوصل اليها عن طريق الابحاث العلمية الدقيقة والمتواصلة وفي اكثر المختبرات مهنية وعلمية في العالم، ومن خلال القيام بآلاف التجارب السريرية على اعداد كبيرة من المتطوعين وبمساهمة التكنولوجيا الحديثة، ما ادى ذلك الى تقليص العامل الزمني والحصول على نتائج مرضية بفترة تعد قياسية جدا في تاريخ الاوبئة والامراض. وعلينا جميعاً ان ندرك ان هذا الوباء سوف يبقى مالم تتحقق ماتسمى بمناعة القطيع، ولن تتحقق مناعة القطيع ما لم يتم أخذ اللقاحات بنسبة تتراوح 80 % من افراد المجتمع. ما أريد قوله ان القضاء على وباء كورونا او مايسمى كوفيد -19 لا يتم إلا من خلال تضافر جهود الحكومات مع مجتمعاتها والاقدام على اخذ اللقاحات التي تعد مفتاح الخروج من هذه الازمة الصحية الكبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى