مقالات

مدينة المنصور و مطاعمها و كورونا

بقلم الدكتور جاسب لطيف علي الحجامي

لوقت قريب ظلت مدينة المنصور خالية من مرض فايروس كورونا المستجد و بعد ان بدأت تسجل اصابات فانها كانت تسجل اصابات قليلة جداً لكنها اليوم ماشاء الله بدأت تنافس على (الصدارة) كما يعبر بعض الشباب عندما تسجل مناطقهم اعداد اصابات مرتفعة و اصبحت لا شيء يميزها عن مناطق الكرخ الاخرى رغم التزام اهلها باجراءات حظر التجوال كما كتبت عن ذلك في الثامن عشر من شهر آذار الماضي، فما هو السبب يا ترى؟! من يعرف شيء عن تاريخ المدينة و يقارنه بواقعها الآن فإنه سوف يغير مقولة الاديب طه حسين الشهيرة ( مصر تكتب و بيروت تطبع و بغداد تقرأ ) الى( المنصور تطبخ و بغداد تأكل)، نعم هذا هو واقع المدينة التي اصبحت تضم اكثر و اكبر و اشهر مطاعم العراق و تحولت شوارع ١٤ رمضان و الاميرات العريقة و غيرها الى شوارع للطبخ و توزيع الطعام و الحلويات و الايس كريم الاّ دهينة ابو علي غابت عن المنافسة.

مررت ليلة اول البارحة من شارع ١٤ رمضان و شاهدت محلات الايس كريم و الفلافل و الهمبركر والحلويات و هي مزدحمة بالناس و بدون الالتزام بشروط الوقاية من المرض و اهمها التباعد و ارتداء الكمامة، و لكن المطاعم الكبيرة التي يعمل بها آلاف الشباب من اصحاب الدخل المحدود جدًا و كثير منهم من سكنة محافظاتنا الحبيبة مغلقة و اقتصر بعضها على خدمات التوصيل السريع( الدلڤري).

لقد آن الاوان حسب اعتقادي لتغير نظرتنا حول سبل الوقاية من المرض الذي لا يعلم احد بنهايته الا الله و الراسخون في العلم و آن الاوان لفتح المطاعم ذي المساحات الكبيرة التي يعتاش عليها عشرات الالاف او ربما مئات الالاف من الفقراء( فالعراق عامر بمطاعمه ما شاء الله و صناعتنا الاشهر هي اعداد الطعام ) ولكن بشروط من اهمها ان تكون مساحة المطعم كافية و خصوصًا التي تحوي مساحات مفتوحة و حدائق و تكون موائد الطعام متباعدة فيما بينها( مترين على الأقل) و تقليل عدد الموائد بما يتناسب من تحقق التباعد المطلوب مع غسل الاواني في حوض من القاصر المخفف بالماء يعد لهذا الغرض ثم تغسل بالطرق الاعتيادية بعدها و تنظيف الموائد و الاثاث و الارضيات بالمعقمات و المطهرات باستمرار و وضع المعقمات في كل مكان والتزام جميع العاملين باجراءات الوقاية مع ضرورة اخضاعهم لفحص دوري للتحري عن المصابين منهم و تتحمل فرق الرقابة الصحية الفحص و المتابعة المستمرة للمطاعم و العاملين فيها واغلاق المخالفة منها غلقاً نهائيًا.

و ايضاً يجب اعادة النظر بكثير من المرافق العامة التي يعتاش منها مئات الالاف من الفقراء شرط الالتزام باجراءات الوقاية من المرض.

و هذا يحقق هدفين مهمين، اولهما اعادة الناس الى اعمالهم و باب رزقهم و ثانيهما تحقيق العدالة فليس الجميع ملتزم باجراءات الغلق و بطرق ملتوية باتت معروفة لدى الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى