حوار حر

مذكّرات بقلم حُمرة

للشاعرة أفياء الأسدي

في صالة الاستقبال
لديّ مزهريتان
و وردة
أغيّر مكانها يوميا بينهما
أقصّ عليها الأساطير
لدي ايضا (غرامافون)
أُسمعه أكثر مما يُسمعني
عاطل بعض الشيء
وتتكدس عليه الذكريات!
****
في الغرفة المقابلة
لديّ علبٌ من السجائر غالية الثمن
و مشعلُ نار
و الكثير من المنفضات الرخيصة
يتخللها ضوء
من هاتف لا يعمل فيه الّا الضوء ،
فيها ستارة مصنوعة من الجيران ،
و صندوق كبير للملابس
كان هدية من شجرة منتحرة..
لدي ايضا مكحلةُ قلب
و عطرُ مقبرة
و مرآةٌ
تظهر فيها امرأةٌ
كبيرةٌ في السنّ
لم أرها قبلا!
******
عندي أيضا سطح خارجي
أعلّق عليه أحلامي
أعرّفها الى الشمس
و المطر
لكنها غالبا ما تعود عرجاءَ
أو هاربة !
****
في المطبخ لدي الكثير من السكاكين
و بعض الاطباق الفارغة
لديّ ايضا ملحٌ يحاول تحلية الحياة
و توابلُ تنافس حرارتها
و حشراتٌ تتسلل من النوافذ الى حياتي
النوافذ التي أطّرتها ببعض الإسفنج
و أغلقتها حتى كدتُ أختنقُ
الآن…
علي أن أذهبَ
أسمعُ طرقا على الباب
أظنّه تائهاً آخر لا يعرف القراءة..
-أهلا أيّها المسكين ،
ما الذي جاء بكَ؟
أ لم ترَ ؟
مكتوب على الباب:
هنا تسكن قطعةُ زُبْدٍ في حضن الجحيم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى