مقالات

مرة اخرى رد على مقال المالكي ! اتفاقية الجزائر

ابراهيم محمد

نعود مرة اخرى وعودة على مقالنا امس للرد على مقال المالكي والذي ورد فيه ان العراق قد تنازل عن سيادته باتفاقية الجزائر واود ان ادون بعض الملاحظات عن ذلك ربما تفيد في ازالة الصدأ من دماغ كاتب مقال المالكي ولا أظنني سأنجح في ذلك …. اتفاقية الجزائر وقعت بين العراق وإيران في1975/3/6 بين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي صدام حسين وشاه ايران محمد رضا بهلوي وباشراف رئيس الجزائر هواري بومدين ووقعت في الجزائر وهذه من الحالات النادرة في العلاقات الدولية ان يوقع رئيس دولة ( امبراطور ) اتفاقية مع الشخص الثاني في دولة اخرى مما يدل على مكانة العراق وقوة سيادته ( انتبه على هذه يامالكي ) ..وقد وقعها العراق مضطرا لغرض انهاء التمرد المسلح الذي كان يقوده مصطفى البرزاني والمدعوم من ايران … موضوع الاتفاقية والاسباب والظروف التي ادت الى موافقة العراق طويلة ومعقدة وليس المجال هنا للدخول في التفاصيل لكن الدور القذر الذي لعبه الانفصالي مصطفى البرزاني والد مسعود والدور الميداني الذي كان يلعبه لايذاء العراق هو السبب الذي دفع العراق لتوقيع الاتفاقية وقد بلغ الوضع العسكري العراقي حدا خطيرا عندما قام الشاه باشراك قواته العسكرية في القتال ضد الجيش العراقي من اجل اسناد العصاة الاكراد مما هدد وحدة العراق وسيادته .. ان اتفاقية الجزائر عام 1975 تضمنت كسبا كبيرا للعراق عندما تعهدت ايران بوقف تمويلها وتسليحها ودعمها لحركات التمرد في شمال العراق وبعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق ووافقت ايران على اجراء تخطيط دقيق للحدود يحفظ حقوق العراق ( كانت هناك مناطق مسيطر عليها من قبل ايران عادت للعراق ومنها سيف سعد وزين القوس ).. الامر الاّخر التعديلات في الحدود حق سيادي للدول ولا توجد حدود ثابتة للدول عبر التاريخ فهي تخضع لموازنة القوة ولعوامل تاريخية وجغرافية ..واتفاقية 1975 ليست حالة فريدة في العلاقات الدولية والعراق عقد اتفاقات حدودية مع الاردن والسعودية أجريت فيها تعديلات على حدود ( سايكس بيكو ) وكانت لصالح جميع الاطراف ولم يكن هناك مس بسيادة العراق مطلقا .. وحتى اذا اعتبرنا اتفاقية 1975 فيها تنازل فان القاعدة الفقهية تقر بدفع الضرر الاكبر بالاصغر وعندما تكون وحدة العراق مهددة وكانت ايران اقوى قوة اقليمية في المنطقة قررت القيادة ان تدفع الضرر الاكبر بالضرر الاصغر واراه قرارا حكيما كسبنا فيه وحدة العراق وعودة اراضي عراقية كانت محتلة من ايران وانهينا حالة عدم التزام ايران باتفاقية 1937 . والامر الثالث عندما جاء خميني وبدات ايران بتمويل ودعم حركات التمرد وعصابات الاكراد الغى العراق الاتفاقية كون ايران اخلت بتعهداتها بموجبها وايضا كان موقفا سليما وبالنسبة لايران فعليا وعمليا هي من اخلت بالاتفاقية .فقد نشرت صحيفة اطلاعات الصادرة في طهران في1979/6/19 حديثا ل صادق طباطبائي قال فيه ( ان الحكومة الايرانية لاتتمسك باتفاقية الجزائر ) وكذلك صرح الجنرال فلاحي في 1980/9/15 ( ان ايران لاتعترف باتفاقية الجزائر وبان منطقة زين القوس وسيف سعد هي مناطق ايرانية وكذلك شط العرب ) وكذلك تصريح ابو الحسن بني صدر رئيس جمهورية ايران ( على الصعيد السياسي لم تقم ايران بتنفيذ اتفاقية الجزائر الموقعة عام 1975 وان نظام الشاه لم ينفذها ) وقد سبق ان قام الجيش الايراني قبل قيام العراق بالغاء الاتفاقية بالتحرك صوب الحدود العراقية يوم 19 ايلول 1980 واشعلوا النيران في حقول نفط خانة واغلقت ايران الملاحة في شط العرب وبدأ قصف ايراني للمدن الحدودية بعد هذه الاعتداءات الايرانية وفي1980/9/17 الغى العراق الاتفاقية وعاد بعد وقف اطلاق النار بين العراق وايران عام 1988/8/8 وافق العراق بالعودة الى طاولة المفاوضات لغرض وضع اتفاقية جديدة تنظم العلاقات الحدودية بين البلدين .الان فهمت يامن كتبت مقال المالكي انت ومصطلحاتك الحوزوية ( قيمومة ) ان الموازنة بين المحافظة على السيادة وبين المحافظة على الدولة خط رفيع يجب ان تعرف كيف توازن بين ذلك .. لقد كانت سيادة العراق دائما مهددة من اثنين من العصابات الكردية في شمال العراق والخطر الاّخر هو ايران ولعلمك لم يواجه العراق مع اية دولة مجاورة مثل المشاكل التي يواجهها مع ايران منذ استقلاله ولحد الاّن ولم تقتصر هذه الظاهرة على فترة معينة من عهود الحكم في العراق بل شملت جميع العهود وكانت هذه الظاهرة من ابرز سمات السياسة الايرانية وكان الهدف المركزي لتلك السياسة ولايزال هو التوسع الاقليمي من خلال نقض العهود والاتفاقيات والان لنسالك يانوري المالكي بعض الاستفسارات وعليك العباس عليه السلام ان تجاوب واذا لاتستطيع فقل ليس لدي جواب هل تستطيع الاجابة ؟ماهوموقفكم من اتفاقية الجزائر عام 1975 واذا كنتم حريصون على سيادة العراق كما تدعي وان صدام حسين فرط بها ماهو موقفكم الان وقبلا كحزب دعوة ؟استخدم الشاه و(على نفس النهج سارت الثورة الايرانية ) الحركة الكردية العميلة كأداة لضرب الاستقرار بالعراق واداة للعبث بسيادته تأتمر بأوامر اسرائيل لضرب العراق وتقسيمه ومازالت الحركة الكردية ساعية نحو هذا الهدف وساوم الشاه لإجبار العراق على توقيع الاتفاقية مقابل التوقف عن دعم العصاة وكان العراق في حينه مجبرا لا مخيرا ماهو موقفكم في حزب الدعوة هل رفض حزب الدعوة الاتفاقية في حينه ام سكت لان الامر يخص ايران وانتم قلوبكم مع ايران وماهو موقف حزب الدعوة والمالكي الان يامن تدعون الحرص على سيادة العراق ؟ والمهم في كل الامر يانوري المالكي هناك بعض مشاريع السدود من الجانب الايراني في الحدود مع العراق ستحرم المناطق العراقية من المياه وتدمر الزراعة في تلك المناطق هل قمتم عندما كنت رئيسا للوزرء بمفاتحة الجانب الايراني لضمان حقوق العراق المائية ام الموضوع لاتعرف به اصلا لانك مشغول( بتاّمر البعثيين واهل الانبار )؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى