slideمقالات

مزاج الناخب و”سبيس” المرشح

حمزه مصطفى

على الرغم من أن الحملة الدعائية للإنتخابات بدأت مبكرة بالقياس عن موعدها المقرر لكن مع ذلك بدأ العد التنازلي للإنطلاقة الرسمية لها. أساليب الدعاية تختلف حسب المواسم والحاجات.

بدأت بالبطانية والصوبة أول الأمر لتنتهي اليوم الى “السبيس”. الشئ الوحيد الذي لم يهتم له ولا أقول ينتبه له المرشحون هو مزاج الناخب العراقي. ما الفرق بين أن ينتبه أو يهتم لمسألة ينبغي أن تكون شديدة الحساسية بل ومفصلية في وعي الناس وهي المزاج؟ هل هو ثابت أم متغير؟ السياق العام لما يجري تداوله الآن عبر كل وسائل الإعلام ومن بينها وسائل التواصل الإجتماعي التي يفترض أن تكون أكثر قربا من مزاج الناخب والشارع بشكل عام أن الناس تريد التغيير.

والتغيير يقتضي إنتخاب وجوه جديدة. لكن هل هذا هو ما يجري التعامل معه على أرض الواقع؟ بمعنى هل هناك قياسات دقيقة لمزاج الناخب بإتجاه التغيير الفعلي وكيف يمكن للمرشحين اللعب على وتر هذا المزاج؟ عمليا لايوجد شئ من هذا القبيل. المزاج بشكل عام متغير والجمهور لايزال في غالبيته إما صامت يميل الى عدم المشاركة بالإنتخابات أو متحرك لكن بإتجاهات شبه محسومة طبقا لمؤثرات الطائفة والعرق والمذهب والحزب والعشيرة والمنطقة. الدعوات الى التغيير التي ترفعها كشعارات وأهداف ووعود كل الكتل والأحزاب المشاركة بالإنتخابات لم ترتبط في غالبيتها بمناهج وخطط وبرامج عمل. وحتى لو وجدت فإنها في الغالب نظرية من جهة ونمطية من جهة أخرى وفي كل الأحوال أفقية حيث أن الجميع يتشارك في كثير مما يطرحه على إنه برامج ووعود وتعهدات. المشكلة الرئيسية تكمن في وجود حلقة مفقودة بين المرشح والناخب على صعيد كيفية فهم الية التغيير ..

هل هي في البرامج أم الشخوص التي يعبر عنها بالوجوه؟ للإجابة عن هذا السؤال أقول إن الكتل والاحزاب المشاركة في الإنتخابات هي التي فرضت رؤيتها لا الشارع أو مزاجية الناخب. وهذه إحدى مشاكل الوعي المجتمعي التي نعاني منها والتي مازالت تعيق عملية التغيير الحقيقي. فالكتل لاسيما الكبيرة منها هيأت نفسها بإتجاه ماتعتقد أن الشارع يريده وهو التغيير وقد حصل بإعادة صياغة مفرادت البرامج والمناهج وكذلك الوجوه حين زج عدد كبير منها بوجوه جديدة لكنها موالية للزعيم والقائد والمرشد الذي لم ولن يتغير حتى عدة دورات برلمانية قادمة.

لذلك أقول أن كل الكتل والاحزاب وخصوصا الكبيرة مطمئنة الى حد كبير من عدم حصول متغير حاد في مزاج الناخب. لذلك هي لم تتعب نفسها حتى في كيفية التعامل معه على مستوى وطبيعة ونمط الدعاية الإنتخابية. اللافت الوحيد في هذه الدعاية هي تخفيف الخطاب الطائفي لأنه لم يعد له سوق رائجة.

التركيز اليوم هو على البعد الخدماتي الذي يمثل حاجة حادة للناس لكن عبر متغير يمثل نوعا من التلاعب بعاطفة الجمهور. ففي الدورات الماضية كانت عملية شراء الأصوات تتم عبر هدايا عينية “بطانية, صوبة, كارت موبايل” أما اليوم فقد حاولت تلمس الحاجة الجماعية للمواطنين والتي تم إختزالها بفرش مادة “السبيس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى