مقالات

مشروع الحكومة في اربعين الحسين (عليه السلام)

زينة البياتي

إنما خرجت لطلب النجاح والاصلاح  في امة جدي رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم)، الجملة التي تكررت على مسمع الناس والتي اعتقد البعض انه الهدف الاساسي للامام الحسين عليه السلام هو طلب الاصلاح للامة بينما هو حق مشروع من حقوق الانسان والذي طالب به الحسين عليه السلام ، لكن هناك عدة معاني ادق ،، منها المعنى السياسي ، كانت احدى اهداف الامام الحسين عليه السلام هو اسقاط مشروعية النظام الاموي في عهد يزيد ، قال : ( لا ابايع) اي رفع غطاء المشروعية عن السلطة ( البيعة مؤيد او مخالف ) . وبمعنى ادق اسقاط مشروعية السلطة من خلال عدم المبايعة 

كان ذالك على حساب استشهاده ( عليه السلام ) . كانت رسالة سياسية واضحة الى الاجيال القادمة 

والتي تهتف الان بـ اسم الحسين ،  الحسين رفض فكر و مبدأ وسياسة يزيد بـ عدم المبايعة وقدم الدماء ، وحين تنظر للموضوع من منظور العراق ف هناك الكثير من يزيد وتحت مشروع اقامة حكومة جديدة في العراق 

الان وفي هذا الوقت الحرج والايام القادمة التي تفصلنا عن تأسيس دولة جديدة ، انت مسؤول عن توظيف هذه الذكرى (اربعين الامام الحسين عليه السلام) من اجل التحرر من الفساد واستعمار الفساد في بلدك ، فلو انت الان تهتف بـ اسم الحسين لكن سوف تبايع اتباع يزيد فأنت لست حسيني الخطى كما تدعي ، ولن تشفع لك تلك المراسيم التي تحيي بها ذكرى الاربعين ، قبل ان تهتف بـ اسم الحسين اطلع على الهدف من الرسائل المقدمة من استشهاده ، الحسين فكرة ، ماذا سوف تزرع بالجيل الجديد من افكار حين تبايع الفساد ! .. اليوم صوتك مهم وانت مسؤول،  وحين تقوم بـ احياء مراسيم الحسين عليك التفكير بـ كيفية احياء الذكرى بصورة ادق . ليست فقط رفع الشعائر الحسينية ،، ممكن ان تحيي ذكرى الحسين حين يكون صوتك بعيد اشد البعد عن اتباع يزيد ، انت الان  تحيي ذكرى تأسيس دولة اموية جديدة تقمع فكر الحسين حينما تبايع اتباعه ،، لا  تساهم في تأسيس دولة اموية جديدة ، انت اليوم مسؤول عن مبايعتك …

قبل ثمانية عشر عام من الان اذكر ذلك اليوم جيدا ، كان يوم ذكرى اربعين الحسين ، ومثل كل يوم استيقظت من النوم وقلت لامي صباح الخير واذا تفاجئت بالاجابة ، لا يوجد خير يا ابنتي اليوم هو ٤٠ الحسين عليه السلام ، كانت رسالة امي واضحة وهي ايصال الشعور ، كان علية ان اشعر بالمواساة والحزن في ذلك اليوم ، وكنت اذكر ان المراسيم كانت بسيطة جدا خالية من الضجيج لكن المشاعر حقيقية  ، فكر الحسين حاضر بيننا ، كانت وظيفة  الاباء ان يزرعوا فكر الحسين في اطفالهم ، ، يشرحون لهم ما سبب هذه التضحية العظيمة التي خلدها التاريخ ، لم ادرك وقتها مدى اهمية سماع هذه القصص ، ورغم بساطة تلك الايام وبساطة مراسيم الذكر الى ان فكرة وثورة الحسين ضد الظلم  غرست في جوفي ، عكس ايام الضجيج هذه  ، يبدوا لي مثل السباق من الافضل والاسرع في رفع الشعائر الحسينية لكنها تبدو لي صوت عالي فقط صوت خالي من الفكر والمشاعر ، يبدوا لي صوت خالي من التأمل في قظية الحسين السياسية والانسانية .. عليك ان تعي ان الحسين  قدم رسالة سياسية عظيمة جدا انت ب امس الحاجة  لها الان وفي هذا الوقت بالتحديد .. 

كانت امي تقول لي ، من احب قوم حشر معهم .. اللهم احشرنا مع الحسين في يوم لا ريب فيه ، اللهم امين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى