مقالات

مصيبة كورونا فوائد عند لصوص المنطقة الغبراء

بقلم مهدي قاسم

على أثر انتشار فيروس كورونا  الواسع وما نتج عن ذلك من انحسار ملحوظ للتظاهرات الجماهيرية الحاشدة أخذ لصوص المنطقة الخضراء يحسون براحة واطمئنان وأمان ، دون شعور بأي تهديد  محتمل أو جدي لحياتهم أو مناصبهم ومواقع نفوذهم السياسي ، لذا رجعوا يتصرفون بنفس عقلية لصوص ورجال عصابات ثلما كانوا حتى الآن ، في غمرة تقاسم مناصب ومغانم  و الإصرار على ترشيح رئيس حكومة طائفي ومحاصصتي يضمن لهم إمكانيات وفرص النهب والهدر للمال العام ، فمن هنا رفضهم القاطع لترشيح عدنان الزرفي الذي قد يختلف عنهم قليلا بشيء من روح وطنية  استقلالية معلنة ــ مع عدم التأكد من جديتها ــ لكونه هو الآخر قد سقط من معطفهم الإسلامي الفضفاض والمهلهل ، من حيث كان من ضمن الرعيل ” الإسلامي السياسي ” المنتفع من النظام الطائفي الهجين  حتى الآن ، ولكنهم مع ذلك يرفضونه ، مثلما رفضوا محمد علاوي أيضا لمجرد أنه تحدث في برنامجه الحكومي عن الاستقلالية الوطنية و عن محاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين ، لأنهم لا يريدون ترك الأمور على صدف واحتمالات إنما يريدون  رئيس حكومة على شاكلة نوري المالكي وعادل عبد المهدي المنطبحين أمام ” السيد الإيراني ” بكل إذلال عبد مدجن و مطيع ، لأن هؤلاء اللصوص ــ مثلما أسلفنا قبل لحظات ــ لم يعودوا يشعرون باي تهديد فعلي وجدي لحياتهم و مواقعهم ، لكون التهديد الحقيقي الذي كان يشكّل لهم صداعا في الرأس و إرباكا في القلب وأضطرابا في تفاصيل حياتهم اليومية قد توقف  مؤقتا ولأجل غير مسمى ، الأمر الذي شجعهم على المضي قدما في مستنقع اللصوصية والعمالة والخيانة الوطنية ، ربما ، متمنين في قرارة أنفسهم أن يستمرموسم فيروس كورونا لأطول مدة ممكنة ، لتتوقف معه عوامل التهديد المتجسدة باندلاع التظاهرات الجماهيرية الحاشدة .

أما العبرة التي يمكن أخذها من هذه التجربة كلها هي أن المظاهرات السلمية مع هؤلاء اللصوص الأوباش لن تجدي نفعا ،  ولا يمكن إزاحتهم بهذه الوسيلة السلمية قطعا ، إنما بطرق أكثر فعالية ضغطا وأشد راديكالية حسما..

إذ إننا إزاء أرهاط من أشباه رجال قد فقدوا شرفهم الوطني و كذلك ضميرهم الإنساني ، وما كانت مزارعهم العقائدية إلا كذبا ودجلا وتضليلا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى