مقالات

مطلوب‭ ‬مَن‭ ‬اسمه‭ ‬أحمد

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

‭ ‬الانسان‭ ‬مجموعة‭ ‬أرقام‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬ومنها‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬ايضاً،‭ ‬وهذا‭ ‬معنى‭ ‬إيجابي‭ ‬يخدم‭ ‬الانسان‭ ‬نفسه‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬انتاجيته‭ ‬وحركته‭ ‬الفاعلة‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬هدر‭ ‬الوقت‭ ‬والطاقة‭. ‬الانتقال‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬تحويل‭ ‬معاملات‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الى‭ ‬حالة‭ ‬رقمية‭ ‬متصلة‭ ‬برقم‭ ‬أساس‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التغيير‭ ‬والاستبدال‭ ‬والتزوير‭ ‬والاسقاط،‭ ‬هي‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكرس‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬امكاناتها‭ ‬لها‭ ‬لتتجاوز‭ ‬مراحل‭ ‬من‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الورقي‭ ‬والمراتب‭ ‬والمفاصل‭ ‬البيروقراطية‭ ‬التي‭ ‬تتخللها‭ ‬كل‭ ‬احتمالات‭ ‬الفساد‭ ‬والسمسرة‭ ‬الممكنة‭.‬‭ ‬

هناك‭ ‬بطاقة‭ ‬موحدة،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬شيئاً‭ ‬أمام‭ ‬إصرار‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬على‭ ‬اجترار‭ ‬الأساليب‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬معاملات‭ ‬المواطنين،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬يواجهون‭ ‬سؤالاً‭ ‬عن‭ ‬البطاقة‭ ‬التموينية‭ ‬وتأييد‭ ‬السكن‭ ‬بتوقيع‭ ‬المختار،‭ ‬وهم‭ ‬قد‭ ‬غادروا‭ ‬البلد‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة،‭ ‬وعادوا‭ ‬لتمشية‭ ‬معاملات‭ ‬عادية‭ ‬او‭ ‬تقاعد،‭ ‬وكلها‭ ‬إجراءات‭ ‬من‭ ‬ماض‭ ‬لا‭ ‬يمتّ‭ ‬بصلة‭ ‬الى‭ ‬التحديث‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬اصبح‭ ‬هدفاً‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭.

.‬حتى‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والاستخبارية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬آفة‭ ‬ضعف‭ ‬تحديث‭ ‬المعلومات‭ ‬ومطابقتها‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تلك‭ ‬الأجهزة‭ ‬عاجزة‭ ‬أحياناً‭ ‬عن‭ ‬الخروج‭ ‬بحلول‭ ‬لا‭ ‬تثير‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الأسماء‭ ‬المتشابهة‭ ‬مع‭ ‬المطلوبين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفساد‭ ‬والجنائيات‭ ‬المختلفة‭. ‬هناك‭ ‬قابلية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لتشابه‭ ‬الأسماء،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬التعامل‭ ‬بطرق‭ ‬متخلفة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬ولابدّ‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬اليات‭ ‬تستند‭ ‬الى‭ ‬الرقم‭ ‬الموحد‭ ‬والأرقام‭ ‬الخاصة‭ ‬بوثائق‭ ‬رسمية‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قاعدة‭ ‬المعلومات‭ ‬الاساسية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬فصيلة‭ ‬الدم‭ ‬ومواليد‭ ‬الأم‭ ‬والأب،‭ ‬وليس‭ ‬اسميهما‭ ‬فقط،‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬عن‭ ‬الاخر‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تطابقت‭ ‬الأسماء‭ ‬الى‭ ‬مستوى‭ ‬الجد‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬والرابع‭ ‬واللقب‭.

‬كما‭ ‬انّ‭ ‬المواطن‭ ‬نفسه‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬صيغة‭ ‬لاسمه‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المعاملات،‭ ‬اذ‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يستخدم‭ ‬الاسم‭ ‬الثلاثي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬الهويات‭ ‬وجوازات‭ ‬السفر‭ ‬اتجهت‭ ‬نحو‭ ‬الأسماء‭ ‬الرباعية،‭ ‬وانّ‭ ‬اختلاف‭ ‬اية‭ ‬صيغة‭ ‬عن‭ ‬صيغة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولو‭ ‬بحرف‭ ‬واحد،‭ ‬يحيل‭ ‬الى‭ ‬شخص‭ ‬اخر‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬الحالتين‭

. ‬وهذا‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬توعية‭ ‬إعلامية‭ ‬وإلزام‭ ‬الدوائر‭ ‬بعدم‭ ‬التفريط‭ ‬باستخدام‭ ‬الاسم‭ ‬الكامل‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬وثائقه‭ ‬الرسمية‭.

‬أمّا‭ ‬الأحوال‭ ‬المدنية‭ ‬المليئة‭ ‬وثائقها‭ ‬بالخط‭ ‬اليدوي‭ ‬غير‭ ‬المفهوم‭ ‬وذي‭ ‬الاخطاء‭ ‬الاملائية‭ ‬أحيانا،‭ ‬فتلك‭ ‬مشكلة‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الجذور‭. ‬انّ‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أمام‭ ‬مهمات‭ ‬جسيمة‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬المعلومات‭ ‬والاليات‭ ‬والصيغ‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬أساليب‭ ‬عملها‭ ‬وحرية‭ ‬المواطنين‭ ‬وراحتهم‭ ‬أيضاً‭. ‬اذ‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬قوائم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬اسم‭ ‬معظمها‭ ‬يبتدئ‭ ‬باسم‭ ‬احمد‭ ‬او،‭ ‬يكون‭ ‬اسم‭ ‬الاب‭ ‬احمد‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬العراق‭ ‬ويجري‭ ‬الطلب‭ ‬منهم‭ ‬مراجعة‭ ‬الاستخبارات،‭ ‬او‭ ‬الامن‭ ‬الوطني‭ ‬او‭ ‬الداخلية‭ ‬او‭ ‬اية‭ ‬جهة‭ ‬داخل‭ ‬العراق،‭ ‬وكأنّ‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬مسألة‭ ‬عادية،‭ ‬ولا‭ ‬تثير‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬العوائل‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬يتلقى‭ ‬أبناؤها‭ ‬هذه‭ ‬التعليمات‭ ‬عند‭ ‬مراجعة‭ ‬سفارة‭ ‬لتجديد‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أو‭ ‬اصدار‭ ‬هوية‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬زواج‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى