مقالات

مقارنة ليست في محلها

د. فاتح عبدالسلام

حين تجاوز عدد الوفيات في بريطانيا حاجز المائة الف بسبب الفيروس بنسخته الجديد الاشد فتكاً، كما اعترفوا مؤخراً، خرج رئيس الحكومة على الاعلام مباشرة ليقول قبل أن يوجه اليه أي تهام بالتقصير، قائلا انّني اتحمل جميع قرارات الحكومة في معالجة أزمة كورونا والنتائج التي أفضت اليها. وهذا الاعتراف هو تمهيد لقبول أي ضغوط برلمانية أو سياسية أو شعبية لتقديم استقالته، فيما لو وضعوه في زاوية حرجة.ازمتان كبيرتان، كان بوريس جونسون في مواجهتهما ،لم تشهد مثلهما بريطانيا منذ حرب الفوكلاند الخاطفة مع الارجنتين في الثمانينات من القرن الماضي، هما ازمة الخروج من الاتحاد الاوروبي -بريكست- وأزمة الفيروس اللعين . ولا يوجد رضا على ادائه من قطاعات كثيرة ، وهو يرى ذلك بوضوح امامه ، وأهم المآخذ عليه هو التأخير في قرار غلق المدارس والاغلاق العام بالرغم من الفيروس المتحور كان سائراً في الانتشار ، وكذلك توزيع اللقاحات عبر التركيز على الفئات الكبيرة من دون تنويع بين الفئات العمرية خاصة تلك الفئات الانتاجية كالمعلمين والمهندسين وسواهم، بالرغم من انّ الاولوية للقطاع الطبي كان قراراً صائباً ولا جدال حوله .المجتمعات التي اعتادت على الديمقراطية ترفض عمليات التجريب برؤوسها، لحلول قد تصيب أو تخيب. لا مجال للاجتهادات والتمادي في اللامبالاة عند وقوع أكبر عدد من الشعب تحت ضغط ازمة معينة .في بلداننا، تظن الحكومات، اذا كانت من نتاج الانتخابات كما في العراق، أنها اشترت فترة الدورة الانتخابية أربع سنوات لتفعل فيها ما تشاء، وتسعى بعدها للتجديد، وهناك فاشلون قدماء يتنفسون هواء الرجوع مرة اخرى، من دون أن يكون للعراقيين أي اعتبار.الدورة الانتخابية ليست أمراً مقدساً لاسيما اذا كانت نسبة المشاركة في الاقتراع تحت خط شرعية التصويت ، كما حدث في مرات سابقة، كان التزوير هو اساس انتاج الطبقة الحاكمة، وهو اساس الفساد طبعاً ، ومن المضحك المبكي انّ تلك الطبقة القادمة في مراكب التزوير كانت تملي على الشعب خطب الشرف والطهارة والنزاهة ومحاربة الفساد .واقع البلد لم يتغير كثيراً ، وهناك محاولات لمصادرة الارادات الحرة قبل ان تنطلق الانتخابات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى