مقالات

مكافآت مخزية لا مجزية

. فاتح عبدالسلام

يبدو انَّ اللجنة النيابية أو سواها تقف عاجزة أو بالأحرى، تستكثر على الصحفيين والادباء والفنانين المكافأة السنوية، وبات وشيكاً العمل بتخفيضها لتكون أقل من خمسمائة ألف دينار بدل مليون دينار عراقي. والحجة الجاهزة هي ان التخصيصات لا تكفي والعدد المشمول كبير. المكافأة في اساسها رمزية لا تغني ولا تسمن. أمّا وقد قُصمَ ظهرُها فما عادت تحتمل شيئاً من اعتبارات الرمزية في رعاية هذه الشريحة المتعبة والمعطاءة.. والنازفة في المجتمع.الحجة التي تقول انَّ المكافأة تذهب الى غير مُستحقيها، ضعيفة في معناها ومبناها، فمن من الادباء والصحافيين لا يستحق هذا الدعم البسيط، لكن إذا أردتم اقامة تصنيفات معينة تليق بالجميع فذلك امر ميسور ومتاح إذا اعتمدت معايير الارتقاء بالتكريم وليس تقزيمه. هناك مشكلة اخرى، لا مجال لبحثها الآن، تخص الاتحادات والنقابات المعنية في ضم اعضاء لا يستحقون العضوية لأسباب سياسية وانتخابية. وبرغم ذلك لا تزال الاعداد مقبولة ومن الممكن تلبية تمويلها في بلد نفطي غني برغم الفساد.إنَّ الادباء والصحافيين الذين يكابدون من أجل طباعة كتاب واحد لهم، سيبقون ينظرون الى مبلغ المكافأة الزهيد حائرين.هل فكرت لجان التكريم أن تتيح لكل اديب أو صحافي فرصة حكومية لتمويل طباعة كتاب واحد له في السنة، مع مراعاة جودة الابداع وشروطه؟هل يجري تمويل العروض المسرحية او المعارض التشكيلية بحسب آلية ثقافية واعية لشروط مقبولة؟التمويل الخاص بالمكافآت السنوية للمبدعين لا يعادل نثرية الشاي والدعوات لبعض المحافظين او المسؤولين في زيارات الداخل والخارج او مصروفات مكاتبهم تحت بند النثرية. وهنا اذكر ان الراحل جلال طالباني قال في لقاء في فندق تشرشل في لندن حين كان رئيساً، وفي يوم رمضاني، فطرنا خلاله على تمرة فيما كان طالباني لايزال يتحدث عن نثرية مكتبه الشهرية ومقدارها مليونا دولار وانه سيطلع العراقيين على أوجه صرفها، وغادر لدار الحق، ولم نعرف انه أو الذين جاءوا بعده أطلعوا أحداً على شيء من أبواب صرف تلك الاموال، التي تعد ميتة في الظلام من لحظة صرفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى