العربية والدولية

مكتب اتصال الكوريتين.. همزة الوصل المقطوعة بين الجارتين

في العام 2018 بدا للجميع أن الكوريتين الشمالية والجنوبية، طوتا صفحة الحرب، حين التقى زعيما البلدين في قمة تاريخية آنذاك أثمرت حزمة من الملفات المهمة للجانبين.

بيْد أنه ليس دائما تجري الرياح بما تشتهي الآمال، فالبلدين وصلا اليوم إلى نقطة تشي بتصعيد جديد أججته منشورات مناهضة لكوريا الشمالية، دفعت الأخيرة إلى قطع الاتصال مع جارتها، عبر تفجير مكتب الارتباط.

ففي صبيحة اليوم الثلاثاء بتوقيت الشرق الأوسط، ومع وقت الظهيرة في الكوريتين، أقدمت بيونج يانج على تفجير مكتب الاتصال مع سيئول، بعد أيام على تصعيد الشمال من لهجته حيال الجنوب.

نشأة مكتب الاتصال

ومكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين، افتتح في سبتمبر/ أيلول عام 2018، في منطقة مجمع كايسونغ الصناعي بكوريا الشمالية.

وجاء قرار تأسيس هذا المكتب بعد القمة الكورية التاريخية التي جمعت الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن والزعيم الشمالي كيم جونغ-أون، في مدينة بانمونجوم، في أبريل/ نيسان 2018 .

مهام المكتب

ومنذ تأسيس هذا المكتب، جرت العادة أن تجري الكوريتان اتصالين هاتفيين يوميا، أحدهما في التاسعة صباحا والثاني في الخامسة مساء، لافتتاح واختتام العمل عبر قناة الاتصال.

وتم تعيين نائب وزير الوحدة الكوري الجنوبي سو هو، رئيسا لمكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين مؤخرا.

بذور الأزمة

وفي الأيام الأخيرة، صبّت كوريا الشمالية جام غضبها على جارتها، تارة بتهديد قطع الاتصالات، وتارة بتجارب عسكرية واستفزازات على الحدود، وثالثة بإجراءات أخرى “مؤلمة”.

غضبٌ نابع من منشورات مناهضة لزعيم كوريا الشمالية كيم جون أون، يطلقها كوريون منشقون مقيمون في الجنوب.

وتتضمن المنشورات التي غالبا ما تعلق على بالونات أو توضع في زجاجات تُلقى في النهر الحدودي، انتقادات لأداء زعيم كوريا الشمالية ، في مجال حقوق الإنسان أو طموحاته النووية.

وتعتبر حملات المنشورات هذه قضية شائكة بين الكوريتين.

٣ تحذيرات في أسبوع

والأسبوع الماضي، أعلنت بيونج يانج، قطع قنوات الاتصال السياسية والعسكرية مع كوريا الجنوبية.

إعلان جاء بعد 3 تحذيرات جاءت على لسان كيم يو-جونغ، الشقيقة الصغرى لزعيم كوريا الشمالية.

وفي تحذيرها، هددت كيم بإغلاق مكتب الارتباط وإلغاء الاتفاق العسكري الذي وُقع خلال زيارة مون إلى كوريا الشمالية في 2018 بهدف خفض التوتر على الحدود.

لكن معظم الاتفاقات التي وقعت خلال تلك القمة لم تنفّذ وقد أجرت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين، عشرات التجارب العسكرية.

سيئول تتحرك

وأمام هذه التطورات، حضّ الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، الذي يوصف بأنه مهندس التقارب عام 2018، الشمال على عدم “ترك نافذة الحوار مغلقة”.

ومنذ تصاعد غضب الشمال من منشورات الأزمة، أطلقت سيئول ملاحقات قضائية بحق مجموعتين من المنشقين الكوريين الشماليين بتهمة إرسال هذه العناصر الدعائية من الجانب الآخر من الحدود.

وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس اتفاق سلام، ما يعني أن البلدين الجارين لا يزالان عمليا في حالة حرب، قد تؤججها منشورات كيم أو قد تخمدها وساطات السلام حول العالم.

الأولى نيوز – متابعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى