مقالات

مناصب‭ ‬تحت‭ ‬السقف‭ ‬الواطئ

د . فاتح عبدالسلام

جميع‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬العراقية‭ ‬المبهمة‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬حسم‭ ‬تعيين‭ ‬المناصب‭ ‬السيادية‭ ‬والشروع‭ ‬بتعيين‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الحد‭ ‬العادي‭ ‬والروتيني،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬الدستوري‭ ‬لأنّ‭ ‬الدستور‭ ‬أول‭ ‬المتجاوز‭ ‬عليهم‭ ‬هنا،‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬المناصب‭ ‬التنفيذية‭. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬الشارع‭ ‬العراقي‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬او‭ ‬بعيد،‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬ثورة‭ ‬تشرين‭ ‬ذات‭ ‬الدماء‭ ‬المقدسة‭ ‬اندلعت‭ ‬وأفرزت‭ ‬واقعاً‭ ‬عراقياً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬الخارطة‭ ‬الشعبية‭ ‬والسياسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتهاج‭ ‬خط‭ ‬التغيير‭ ‬وبناء‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬وطنية‭ ‬جديدة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المطلب‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬إصلاحات‭ ‬جذرية‭ ‬منها‭ ‬تعديل‭ ‬الدستور‭ ‬والانتقال‭ ‬الى‭ ‬دولة‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬اعلاء‭ ‬شأن‭ ‬المواطن‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬إمكانات‭ ‬الدولة‭ ‬الغنية‭ ‬بالنفط‭ ‬والموارد،‭ ‬وليس‭ ‬بالقياس‭ ‬الى‭ ‬حالها‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬المديونية‭ ‬والفساد‭ ‬والتردي‭ ‬الخدمي‭ ‬المتعدد‭.‬الوعود‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬تصريحات‭ ‬المرشحين‭ ‬للمناصب‭ ‬السيادية‭ ‬كانت‭ ‬ببساطة‭ ‬مجرد‭ ‬وعود،‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬ضمانات‭ ‬ذات‭ ‬عزم‭ ‬على‭ ‬الشروع‭ ‬بعقد‭ ‬اجتماعي‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يفرز‭ ‬عمليته‭ ‬السياسية‭ ‬الحقيقية‭ ‬بحسب‭ ‬التعديل‭ ‬الجديد‭ ‬للدستور‭ ‬العراقي‭.‬اول‭ ‬مشروع‭ ‬لتغيير‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬مني‭ ‬بانتكاسة‭ ‬كبيرة‭ ‬افضت‭ ‬الى‭ ‬احتجاجات‭ ‬شعبية‭ ‬وقتال‭ ‬بالرصاص،‭ ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬حكومة‭ ‬الأغلبية‭ ‬الوطنية‭ ‬الذي‭ ‬احبطته‭ ‬ارادات‭ ‬مصالحية‭ ‬متضامنة،‭ ‬قطعت‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬التجديد‭ ‬والتغيير‭. ‬لذلك‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬بكل‭ ‬عللها‭ ‬وامراضها‭ ‬وشخوصها‭ ‬وسياقاتها‭ ‬وفشلها‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬أخرى‭ ‬وربما‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬النخر‭ ‬الى‭ ‬أعمق‭ ‬العظام‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬الانهيار‭ ‬مفاجئا‭ ‬وسريعا‭ ‬ولا‭ ‬علاج‭ ‬له‭ ‬مطلقاً‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬البديل‭ ‬الجاهز‭.‬المطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬والجوهرية‭ ‬التي‭ ‬افرزتها‭ ‬ثورة‭ ‬تشرين‭ ‬او‭ ‬الشارع‭ ‬العراقي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عدة،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تلبيتها‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة،‭ ‬لأنها‭ ‬ببساطة‭ ‬ستكون‭ ‬حكومة‭ ‬تنفيذية‭ ‬للعملية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬يسخط‭ ‬عليها‭ ‬الشعب،‭ ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬سوف‭ ‬يجري‭ ‬تكريس‭ ‬مواضعات‭ ‬بالية‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬وهذا‭ ‬سيدفع‭ ‬بالشارع‭ ‬الى‭ ‬الاحتقان‭ ‬والتفجر‭ ‬مجدداً،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تيار‭ ‬سياسي‭ ‬منظم‭ ‬وكبير‭ ‬هو‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يغير‭ ‬بتوقيتات‭ ‬الاجندة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬ستتوافق‭ ‬عليها‭ ‬القوى‭ ‬المنتفعة‭ ‬من‭ ‬التوافقات،‭ ‬وتذهب‭ ‬الأمور‭ ‬لخلط‭ ‬الأوراق‭ ‬سريعا‭.‬‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬يأتي‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬هذا‭ ‬الاشتباك‭ ‬والركود‭ ‬والقصور؟‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى