مقالات

منْ افضالِ وفضائلِ الكوفيدِ

رائد عمر

أيّ إمرءٍ لا يستسيغُ هضمَ او مضغَ هذا المقال < وفقاً لعنوانهِ > , فحبّذا أنْ يُغمض عينيه تجاهه او نحوه , او حتى إحدى عينيه , وليغُضّ الطرفَ عنه كليّاً , ودونما تسديدٍ لرشَقاتٍ نقديّةٍ مسبقة على هذا العنوانِ , والذي كأنَّ لا عنوانَ له في سجلّ العناوين .! على الرغمِ منْ اعدادٍ وارقامٍ مليونيةٍ من الضحايا التي فقدناها على صعيدٍ أممي جرّاء كورونا, وربما الإعداد قد تتضاعف او تضعف .! لكنّما ومع التي واللُّتيا , فقد استفاد البشر من توفيرِ اموالٍ كانت مخصصة للسفر والسياحة خصوصاً في الفترة الأولى من الكوفيد , وكذلك توفير اموالٍ اخرى لآخرين كثار كان يجري صرفها او بذخها في حفلاتٍ ساهرة او امكنة ترفيهٍ ونوادٍ اجتماعية تعجّ بالحضور . وهذا التوفير المالي ينحسب او موصولٌ كذلك في تبضّع للكماليات وبما يشمل المسارح ودور السينما في العديد من الدول , بل أنّ اجراءات تقييد حركة الناس وحالات منع التجوال السابقة وفّرت مبالغ طائلة من شراء بنزين السيارات ومستلزماتها الأخرى , ونذهبُ بعيداً بأنّ الصيدليات والصيادلة ربما كانوا المستفيد الأول من بيع الفيتامينات والزنك وانواع المعقّمات والمقويات الأخرى , ولا نبتغي إشارةً ثانية – قائمة لغاية هذه اللحظات وما سيعقبها حول باعة الكمامات وبفرق الأسعار في الوانها وتصاميمها وموديلاتها التي تتجدد , ورغم ضآلة اثمان الكمامات إلا أنّ حساب ارباحها تكون من حيث الأعداد المستمرة في النموّ والتصاعد .واذا ما ذهبنا الى ناحيةٍ اخرى ” لعلّها اقلّ شأناً ” , فإنّ تقليص ايام الدوام الرسمي في الوزارات والدوائر , قد تسببَّ في تقليل اجور النقل للموظفين ” ذهاباً وايابا ” . وبالرغمِ من وجودِ تفاصيلٍ اخرى تتعلّق بهذا الشأن المالي او الماديّ , لكنّ فائدةً ستراتيجيةً اخرى ترتبط بشرائحٍ كثيرةٍ في المجتمعات , حيث ازاء الإبتعاد عن الأماكن المزدحمة وتجنّب الإختلاط على صعيدٍ اجتماعي , فقد دفعَ الكثيرين نحو اللجوء الى الكتاب والتهام المعرفة بشتى صنوفها , وما يقابل ذلك بشكلٍ اوسع وبأضعافٍ مضاعفة هو اللجوء ” مليارياً ومليونياً ” الى الشبكة وخيوطها الخلابة والسوشيال ميديا بغية قتل واغتيال عنصر الوقت الذي امسى ضارّاً لبعضِ شرائحٍ من المجتمع , ولجيل الشباب بخصوصيةٍ اكثر! وجرّاء اجراءات الحجز والحجر وتقييد الحركة وتكبيلها , فيتوجّب ان لا نهمل في ذلك كم او الكم من اعداد الذين تفرّغوا وبالأحرى ضاعفوا من متطلبات العبادة وتفاصيلها الواسعة , بل وحتى الذين ابتعدوا عن المحرّمات الدينية – الدنيوية كإجراءٍ استباقيٍ من مهاجمة الكوفيد في ايّ لحظة .!وإذ ما ذكرناه في اعلاه لا يشكّل سوى غيضٌ من فيض من تفاصيلٍ وجزئياتٍ اخريات – ونحن لسنا من دعاة الإسترسال , لكنّه ومن خلال مقولة < مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ > , فالأمر يعيد التذكير بأنّ الفئة الأجتماعية التي استفادت من كلا حربي 1991 & 2003 هي باعة الزجاج ” في العراق ” نتيجة تحطّم زجاج ونوافذ وواجهات المحال والمكاتب والدوائر وسواها ازاء القصف الأمريكي المدويّ الذي لم تسلم اية عائلة عراقية من دفع اثمانه وبأشكالٍ وصور مختلفة , وكان الزجاج هوالثمن الأقلّ .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى