مقالات

من الاحتواء الى الردع المتبادل!!

مازن صاحب

يفرح البعض بمقولة هنري كيسنجر بانه لا يعرف إذا كانت إيران ايدلوجية ام دولة ..وهناك اكثر من تحليل حسب وجهة نظر صاحبها لهذه المقولة ..لكن يبدو الكثير ممن يصفون أنفسهم بالمحلل الاستراتيجي ..لا يربط بين المفاهيم والأحداث .. الاول : الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات وتنفيذ مخططات استراتيجية منها المشروع الأمريكي للقرن الحادي والعشرين ومن ضمنه تطبيق الشرق الأوسط الكبير .الثاني: طبق مارتن إنديك واللوبي الإسرائيلي مفهوم الاحتواء المزدوج في تسعينيات القرن الماضي حتى احتلال العراق ٢٠٠٣ في اول خطوة لتطبيق الشرق الأوسط الكبير ..ثم جاءت مشاريع التنمية المستدامة ٢٠٣٠ تطبيقات الخطوة الثانية .. وبعدها اتفاقيات ابراهيم بين دول الخليج العربي وإسرائيل وفي حلقة نقاشية سألت ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات عن الغاية من هذا التهافت على الاعتراف باسرائيل أجابت بوضوح كامل ..مصلحة الإمارات والمنظومة الخليجية الاستراتيجية مقابل التهديد الإيراني الواضح. الثالث : فشل العقوبات الأمريكية على إيران وعدم تحولها الى نظام دولي بوجود الصين وروسيا ونافذة العراق الاقتصادية… عكس العقوبات التي فرضت على العراق بقرار من مجلس الأمن الدولي ..هذا الفشل انتهى الى البحث عن بدائل للسياسات التي طبقت ضد إيران منذ ١٩٧٩ حتى اليوم .. لذلك انتهى اجتماع جنيف ٤+١الى اعادة ترتيب طاولة المفاوضات قبل انتقاله الى ٥+١ بحضور امريكي علني لتكون على خطين موازين الاول على المستوى الدولي والثاني على المستوى الإقليمي . الرابع: سيكون هناك تفاوض مقبل ليس على مبدأ الاحتواء بقدرات امريكية بل على مبدأ الردع المتبادل باعتراف جميع الأطراف..وهذا يحتاج الى مراجعة وثائق اتفاقيات سالت ١ وسالت٢ بين واشنطن وموسكو فضلا عن اتفاقيات سولت بين حلفي واشو والناتو … وهذا يعني ان ادارة الشرق الأوسط الكبير تبقى بإدارة واشنطن بوجود صيني – روسي – ايراني مقابل وجود امريكي مع الناتو بما فيه تركيا بعد اعادة صياغة العلاقة معها ..ومنظومة دول الخليج العربي والعراق والأردن ومصر .الخامس: كيف يمكن ان تبحث إيران الدولة او الأيديولوجية عن مصالحها الاستراتيجية ؟؟ هناك كتاب للمرحوم هاشمي رفسنجاني عنوانه ( قهرمان حكيم ) وايضا هناك مقابلة له مع بعض القيادات السياسية التقليدية ما بعد ٢٠٠٣ متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ..تعكس ما يمكن ان يكون ناهيك عن مقالات لمختصين مثل محمد صالح صدقيان وغيره …تعبر عن مصالح الدولة حين تتعارض مع الاستراتيجية شعارات الأيديولوجيا !!!كل واحد من هذه المفاهيم ليس معلومات قالها كسينحر لكي افرح بها ..بل قمة المآسي لان نقطة الخلاف العميقة من يفرض سيطرته عل العراق ..وطني الذي خرجت اطالب به في ساحات التحرير التشرينية …ولست بصدد تعداد سيناريوهات متوقعة في محو العراق وخلق غيره …في لعبة شد اطراف الاغلب الاعم من امراء الطوائف السياسية قام ويقوم بدوره في تمزيق الجسد العراقي لتنفيذ اجندات إقليمية ودولية .. لان اي اتفاق او تطبيقات للصفحات الجديدة من مشروع الشرق الاوسط الكبير ..انما تعني إهدار دماء عراقية أكثر !!! حتى يقف الحفار على القبر يصيح اين حقي …ولله في خلقه شؤون!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى