مقالات

“من قتلني؟؟”

حسن حاتم المذكور

1 ــ سمعت الشهيدة والشهيد, في ذاتي وبيتي وشوارع وساحات مدينتي, يسألون “من قتلني”, الدم يرفض التخثر, يمسك بطلقة الملثم, هذا دليلي, لا اريد ان يضيع حقي, والثأر لا يطارد مجهولاً, كنا اكثر من (800) شهيدة وشهيد, هتفوا وهتفنا معهم, يسقط القاتل, إن كان ديناً مسيساً او مذهباً او مرجعاً او ولاية للفقيه, هتفت اوجاع الجرحى وحسرات المعاقين, ولوعة الأرامل والأيتام, من القاتل إذن؟؟, حزب للدعوة ام مجلس اعلى او تيار صدري او حكمة وفضيلة او حشد شعبي, يسقط القاتل حتى ولو كان واحداً, من اسماء الله والأنبياء والأئمة, نخافه موتاً على رايات الجهاد الكفائي, المجهول لم يكن هو القاتل, ولا نقبله بديلاً للأجهزة الأمنية والمليشيات الولائية, وتلك الرصاصات دليلنا, فهتفت ارواح الشهداء ودماء الجرحى, ومعهم كل حي مؤجل القتل, عاش العراق وشعب العراق, ويسقط “من قتلنا”.2 ــ شهداء عن قاتلهم يبحثون, في جيب ايران وامريكا وانظمة الجوار, وجيب هيئة الأمم ومجلس امنها, ومنظماتها الأنسانية والحقوقية, الشهداء يسألون الطلقة القاتلة عن القاتل, هل هو في السماء, ام نص في كتبها المنزلة, ام انه ولائي يترصدنا في حسينية كنا هدفها, واقرب من الوريد لطلقة قناصها, اجيبي ايها الرصاصة القاتلة, ان كنتِ في رؤوسنا او صدورنا, “من قتلنا” اي بيت من بيوت المحاصصة, فجميعهم متفقون على سفك دمائنا واستنزاف ثرواتنا, وليس بينهم معارض, لا نعتقد ان الله خلق معنا, من يقتلنا عن قصد, وما يحصل جعل شكوكنا تتراكم, ان كان لا يعلم بعديد قتلانا, ولم يصله انين جياعنا, ولا مجرى دموعنا, نرجوه ان يترك وظيفة خلقنا, ويتركنا كما كنا سعداء, نولد صدفة بلا عناوين تترصدنا, ولا اديان ومذاهب تسيسنا, ولا القاب لوسطاء تمسح ذاكرتنا, لقد سئمنا ما نحن عليه يا رب, فقدنا كرامتنا وأدميتنا, والسياف بأسمائك الكريمة ينحرنا, خبرنا من يقتلنا أو اهتف معنا , عاش العراق وشعب العراق, ويسقط “من يقتلنا”.3 ــ قاتلنا ليس فقط طلقة ساخنة, بل احياناً مقالة باردة, او نصاً بأكثر من حدين, تنبعث منهما رائحة الموت, احياناً يصادفني حوار, بين كاتب وطني عراقي, وآخر ولائي ايراني يطلق رصاص الكلمات بوجهه, الأقلام الكاتمة كالأسلحة الكاتمة, عندما يلتقي الرصاص في رأس الحقيقة, تسجل الجريمة ضد مجهول, والمجهول هو ذات المعلوم, حالة الغموض تلك, تجعل الشهيد يبحث عن قاتله والرصاص دليله, القاتل كاتب مستثقف ام قناص وضيع, هو المعلوم والمجهول, من داخل مؤسسات القتل اليومي, ويبقى السؤال “من قتلني؟؟” يطاردهم ويحاصرهم ويعريهم, عن فضائح فسادهم وارهابهم, ثم يرميهم عراة, في مستنقع ألولائيين, وذات السؤال يعري امريكا كشاهد زور, اكملت طبخة العراق في احتلالها, وقدمته وجبة, على سفرة الأجتياح الأيراني, ومن يثق بأمريكا, كمن يثق بنظام ولاية الفقيه, وكلاهما قاتل.4 ــ القاتل المعروف, رئيساً للوزراء من اياد علاوي حتى مصطفى الكاظمي, مروراً بالأخرين, ورئيساً للجمهورية, من غازي الياور حتى برهم صالح, مروراً بالأخرين, ورئيساً للبرلمان, من محمود المشهداني حتى محمد الحلبوصي, مروراً بالأخرين, والقاتل اجهزة امنية فاسدة, مغموسة بسيافي الجهاد الكفائي, او ربما مرجع اخرس, يفجر عقائد وشرائع التخريف, في بصيرة الضحايا, والقاتل من باع صوته بتقاعد جهادي, او كاتب يحشو طلقة القناص, ببارود نص من مقالته, ولو جمعنا كل هؤلا القتلة, في مختبر الفضائح, لأسخرجنا منها, وحش ولاية الفقيه, الغول الأيراني المتمرد, حينها سيهتفا الشهيدة والشهيد والرب معهما , عاش العراق وشعب العراق, وتسقط بيضات الشيطان, تحت عمامة اطماع, ولاية الفقيه القاتل.ــ والنصر للعراق وشعب العراق ولمن “يريد وطن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى