العربية والدولية

من مسبار الأمل للاتفاق الثلاثي..ثلاثة انجازات تاريخية للإمارات

بعد نجاحها في إطلاق أول مسبار عربي للمريخ قبل 24 يوما، ثم تشغيل أول مفاعل سلمي نووي عربي، أعلنت الإمارات أمس الخميس التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل بوساطة أمريكية، تم بمقتضاه وقف خطة ضم أراض فلسطينية.


من الفضاء والعلوم إلى المجال النووي والاقتصاد إلى عالم السياسة، تتواصل مسيرة الإنجازات في الإمارات، رغم التحديات التي فرضتها جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” على العالم كله.

إنجازات في مختلف المجالات تؤكد أن دولة اللا مستحيل قادرة على تحويل التحديات إلى إنجازات، يعم نفعها على العالم أجمع.

اتفاق سلام تاريخي
أحدث الإنجازات التاريخية للإمارات، كان الاتفاق الذي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي جرى، الخميس، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.

وفي أعقاب الاتصال، تم الإعلان عن “وقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية”، وذلك بناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات.

وتضمن الاتفاق بجانب إيقاف خطة الضم للأراضي الفلسطينية، مواصلة الإمارات وإسرائيل جهودهما للتوصل لحل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، والسماح لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.

ويعد التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي الذي منع إسرائيل من ضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة، دليل واضح على الحكمة الدبلوماسية لدولة الإمارات وتجسيداً لمبادئ التسامح والتعايش الإماراتية ونشر ثقافة السلام والمحبة بين شعوب العالم.

أيضا يبرز هذا الاتفاق التاريخي الدور القيادي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي في رأب الصدع ولم الشمل وتقريب وجهات النظر لأجل أمن واستقرار المنطقة، فهو المبادر الدائم لإيقاف الصراعات بين الدول، وإخماد الفتن وإطفاء النزاعات، والساعي إلى المصالحات، بحثاً عن السلام العالمي وسعياً لحقن الدماء، وحفظاً للإنسان وصوناً لكرامته.

وقوبل الاتفاق بترحيب عربي دولي واسع، وهنأت دول عربية بينها مصر والأردن والبحرين وسلطنة عمان، دولة الإمارات بالتوصل لهذا الاتفاق التاريخي.

 وأشادت بريطانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا وإيطاليا واليونان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والعديد من الساسة والقادة والمسؤولين حول العالم، بالاتفاق واصفين إياه بأنه خطوة تاريخية تعزز من تحقيق فرص السلام في الشرق الأوسط.

أول محطة نووية سلمية عربية
يأتي اتفاق السلام التاريخي بعد أقل من أسبوعين من إعلان الإمارات نجاح تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي وفق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية في إنجاز تاريخي قوبل باحتفاء دولي وعربي واسع.

ويجسد المشروع طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه وترسيخ هذا التوجه كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها.

ومطلع أغسطس/آب الجاري، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، تحقيق إنجاز تاريخي، تمثل في نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.

وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة «APR1400» ويعتبر هذا التصميم من أحدث التصاميم المتطورة لمفاعلات الطاقة النووية حول العالم ويلبي أعلى المعايير الدولية في السلامة والأمان والأداء التشغيلي.

وبهذا الإنجاز، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في العالم العربي والثالثة والثلاثين على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لانتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة.

وتساهم محطات براكة بشكل كبير في جهود الدولة الخاصة بتوفير الطاقة الكهربائية بالتزامن مع خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج الكهرباء.

وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 غيغاواط من الكهرباء وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.

وستوفر مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة “APR1400” في محطة براكة نحو 25 % من احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات.

وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت حديثاً عن اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية في براكة وتسليم المحطة لشركة نواة للطاقة تمهيداً لبدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، فيما وصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 94%.

ويعكس مشروع “براكة” للطاقة النووية السلمية حجم الجهود التي بذلتها دولة الإمارات في بناء قدرات الكوادر الوطنية للعمل في هذا القطاع، حيث يعمل اليوم في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية نحو 244 موظفا 67 % منهم إماراتيون يؤدي 45 % منهم أدوارا قيادية ومهمة ويشغلون مناصب قيادية في الإدارات الفنية بقسم العمليات بالهيئة كما تشكل النساء ما يزيد على 40 % من موظفيها.

مسبار الأمل
يأتي هذا الإنجاز في مجال الطاقة النووية بعد نحو 10 أيام من الإطلاق الناجح لـ”مسبار الأمل” إلى المريخ، في أول رحلة تاريخية عربية إسلامية من نوعها.

ودخلت الإمارات التاريخ بإنجاز فضائي غير مسبوق على مستوى الوطن العربي، حققته 20 يوليو/ تموز الماضي، مع الإطلاق الناجح لـ”مسبار الأمل”، في أول رحلة تاريخية عربية إسلامية من نوعها، على متن الصاروخ “إتش 2 إيه” من مركز تانيجاشيما الفضائي في اليابان، لتكون أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية.

ويزن مسبار الأمل حوالي 1350 كيلوجراماً، وتم إنشاؤه بالتعاون مع وكالة الفضاء الإماراتية ومركز محمد بن راشد للفضاء الذي تولى عملية التنفيذ والإشراف على مراحل التصميم والإطلاق كافة.

وتم تجهيزه بلوحين شمسيين، وكاميرا عالية الدقة متعددة القنوات، ومقاييس طيف بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.

 وعمل نحو 200 إماراتي في مشروع “مسبار الأمل” طوال 6 سنوات، للوصول إلى الكوكب الأحمر، حيث كانت البداية بكادر شبابي يبلغ 75 مهندساً، ثم ارتفع عددهم وبلغ 150 مهندساً، ليصل فيما بعد إلى 200 مهندس وباحث، 34% منهم من الإناث، عملوا جميعاً من دون توقف حتى تحقق حلم الإطلاق.

ويتميز مشروع مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ بأنه الأول من نوعه في العالم، الذي يقدم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام، حيث من المخطط أن يدرس المسبار كيفية تفاعل الطبقة العليا، والطبقة السفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

 كما سيرسم صورة جيدة عن مناخ المريخ الحالي، على مدار اليوم وعبر جميع الفصول والمواسم بشكل مستمر، ليكون بمثابة أول مرصد جوي مريخي حقيقي.

ومن المتوقع أن يصل المسبار الذي يهدف لدراسة ديناميكيات الطقس في الكوكب الأحمر إلى مدار المريخ بحلول فبراير/شباط 2021 بالتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات.

الإنجازات مستمرة
إنجازات تتواصل لتؤكد أن 2020 “عام الاستعداد للخمسين” هو عام استثنائي في مسيرة التنمية واستشراف المستقبل التي تشهدها الدولة في كافة المجالات.

ويشهد عام 2020 انطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد لرحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة في كافة القطاعات الحيوية، والتجهيز أيضاً للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في العام 2021.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يشهدها العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19″، إلا أن الإمارات نجحت كعادتها في تحويل التحديات إلى إنجازات.

وظهر ذلك جليا في كيفية تعاملها مع انتشار هذا الوباء والحد من تداعياته عبر جملة من الابتكارات الخلاقة.

ودخلت الكوادر والكفاءات الوطنية الإماراتية من أفراد ومؤسسات بقوة على خط المواجهة منذ اليوم الأول لاكتشاف أول إصابة في الدولة، وأسهمت من خلال جهودها في تحقيق إنجازات فارقة على المستوى العالمي.

ففي مايو/أيار الماضي، أعلنت الإمارات عن منح براءة اختراع لعلاج الالتهابات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد من خلال الخلايا الجذعية، والذي جرى تطويره من قبل فريق أطباء وباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.

كما كشفت الإمارات عن تطوير مختبر ” كوانت ليز” ذراع البحث الطبية في “الشركة العالمية القابضة” IHC ” المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، لأداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية باستخدام أشعة الليزر في خلال ثوان الأمر الذي انعكس على توسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق.

وتشهد الإمارات حاليا المرحلة الثالثة للتجارب السريرية على لقاح لفيروس كورونا والتي تأتي في إطار شراكة بين شركة “تشاينا ناشونال بايوتيك غروب” التابعة لـ”سينوفارم” ومجموعة “جي 42” الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي، وتحت إشراف دائرة الصحة في أبوظبي ووزارة الصحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى