مقالات

نخلة العراق وسيدة كل الأزمنة والعصور

رياض عبد الكريم

لعيدك قيمة عظيمة في نفوسنا ولكن أسفي عليك يا امرأة المجد والتأريخ ، عندما تعرضت للخداع والمكيدة ووقعت في فخ الاضطهاد والاستبداد ، أسفي انك ذرفت دموع الحزن على كل مافقده العراق ، وأسفي انك عشت هموم الحياة بعد ان سرقت منك احلام وامنيات ، أسفي ان اراك في حيز الضيق والوجع بعدما كنت نغمة العشق والفرح ، أسفي انك توشحت بالسواد حزناً وألماً وأنتُزعت منك الوان البهجة والسرور ، وأسفي لأنك تركت مكانك وعالمك خوفا من الارهاب ورحلتي تائهة بين جدران الوحشة وألم الفراق ، وأسفي عليك عندما تحملتي قسوة الحياة ومرارتها وانت في المهجر لاحول لك ولا قوة ، وآسفاه على كل ماتعرضت له، يانخلة لك من الجذر عمق لا يساويه الا عمق تأريخ الاوفياء والانقياء .لكن …للنخيل عمر طويل ، وقدر من التحمل والصبر التليد ، ففيك الأمل وفيك ديمومة البقاء ، فالجذور ولادة وستنبت أفرع وغصون ، وستزدهر الورود من جديد ، لتنشر عطرها في كل فضاءات الحياة ، وتطغي على مناخات الهموم والاحزان ، وتنعش الآمال وتفكك العقد ، فالوجود من غير حضورك لايكتمل ، وكل مفردات الحياة لايمكن ان تكون منتجة مالم يكن لك اسهام بالروح والفكر والتكوين ، فلا تيأسي سيدتي ، لأن كل عذاباتك سوف تعوضها قوتك التي عرفتها ازمنة الماضي وكانت عناوين الصبر والتحدي والتحمل ، وسنوات المقبل من الزمن لايمكن الا ان تحترم كفاحك وجهادك من اجل الحياة والوطن ، فكوني لهذا الزمن ، لأنه زمن الاختبار والتضحية وهو زمن المتغيرات التي جعلتنا نبصر شعاع الشمس من جديد بعد ان ولى الارهاب وكأننا في بداية طريق ، لابد ان يكون سالكا نحو المجد والازدهار ولاينجح فيه الا من يتحلى بالصبر والتمسك بالانتماء .ثمة امل …… وللننتظر .فأنت ياسيدتي تستحقين ان نحول لك كل حب العالم لتكوني انت كل الحب في العالم.سلام لك وتحية حب ووفاء واحترام في يـــومك الآغر ، وستبقين حتما سيدة الازمـــــنة والمكان وايقونة العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى