مقالات

نعت محمد رمضان بالأسود القبيح قلبت عالي هدف الموعظة الحسنة سافلها!

احمد الحاج

عندما تشط “كلمة الحق”وتخلط حابلا بنابل فإنها تفتح الباب واسعا للباطل لأن يتبجح ويشطح وينطح ، وخلاصة الموضوع أن شيخا عراقيا لم يكن موفقا في موعظته حين هاجم حفلة محمد رمضان،الأخيرة في بغداد على مسرح سندباد لاند ، والتي أثارت جدلا كبيرا لم يهدأ حتى كتابة السطور بين مؤيد ومعارض ،صحيح أن كل ماقاله الشيخ بشأن صخب الحفل وتفاهته وتكلفته الباهظة = أربعة مليارات دينار عراقي بما يعادل ثلاثة ملايين دولار كان صحيحا ، الا أنه أقحم عبارة في موعظته لوصف محمد رمضان ما كان ينبغي عليه إقحامها البتة الا وهي ” أسود قذر قبيح “ما حول الموضوع برمته لصالح محمد رمضان ،عراقيا وعربيا واقليميا وربما دوليا ايضا،كل ذلك بدلا من الاكتفاء بالنيل من دعر الحفل وصخبه وسفهه وتكاليفه في بلد يغص بالفقراء والمساكين والجياع والمحرومين والعاطلين والمرضى ممن لايجدون ثمن الدواء والعلاج والتشخيص بعيدا عن الوصف الذي وقع به الشيخ سهوا ، بما عده ناشطون نوعا من انواع ” التنمر العنصري” المقيت وصاروا يتعاطفون مع محمد رمضان بدلا من التحامل عليه ،وبما دفع رمضان شخصيا للرد بتغريدة حظيت بمتابعة كبيرة وصارت ترندا ألب الشارع ضد الشيخ وقلب الطاولة عليه من حيث لايحتسب حين غرد رمضان على صفحته في تويتر قائلا “كيف من بيت الله – المسجد – تعترض على لوني الذي خلقه الله، عموما أنا مسامح حبًا واحترامًا للشعب العراقي وكل الاحترام والتقدير لكل الأديان وكل الطوائف”.ودعوني أنتهز الفرصة هاهنا ناصحا لتنبيه الوعاظ والخطباء عامة وأقول إن رقبة الواعظ يجب أن تكون أطول من رقبة البعير لتزن ما يقوله جديا قبل التفوه به أثناء الوعظ والارشاد والخطبة ، وأن لايقحم في موعظته أثناء انفعاله للدفاع عن الحق والذود عنه وهجوه للباطل ، أية كلمات نابية أو مستهجنة أو جارحة عن المألوف مستقاة ومنتقاة من قاموس الباطل نفسه ومن معجم التنابز ذاته نحو ” اسود ، اصفر ، أعور ، اطرش ،أعرج ، اعمى ، أحول ، ابو حلك ، ابو اذن ، ابو خشم ، ابو حنك ، ابو كرش …الخ ” يراد من ورائها التجريح ، لأنه سيفتح الباب على مصراعيه للتنابز بالالقاب وللسخرية من الهيئات والتنمر على الاعاقات بما لاتحمد عقباه ، وبما يثير لغطا لدى الشرائح المذكورة فضلا عن كل المتعاطفين معهم من منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان ومناهضة العنصرية وجلهم سيعد ذلكم الوعظ تجريحا وتنمرا سيحرف بوصلة الاهتمام والمتابعة عن لب الموضوع الى قشوره ، واذا كان محمد رمضان قد ألب ألصالحين والملتزمين ضد حفل رمضان الصاخب ، فلقد ألبت انت قارة افريقيا كلها وكل الزنوج وذوي البشرة السوداء وكل محبيهم وجميع المتعاطفين معهم والمناهضين للعنصرية حول العالم ضدك وضد وعظك وضد منبرك وضد منهجك ياشيخ ولاسيما أن رمضان قد رد عليك وعدد متابعيه ومعجبيه -سواء كرهناه أم أحببناه- بعشرات الملايين ، كل ذلك بثلاث كلمات فقط لاغير وقعت فيها سهوا لاعمدا ، واصفا اياه بـ (اسود قذر قبيح ) وغلطة الشاطر بألف،وقد سبق السيف العذل !لسنين طويلة كانت صور ومقولات ونضالات مالكوم أكس ( مالك شهباز ) الذي اعتنق الاسلام واغتيل في نيويورك بـ 16 رصاصة أثناء كلمة له عام 1965 حاضرة في ذهني ، وكذلك مارتن لوثر كينغ ، وهو من أشد المكافحين ضد التمييز العنصري في اميركا والذي اغتيل بدوره عام 1968، نيلسون مانديلا الذي ناضل طويلا ضد سياسة الفصل العنصري في جنوب افريقيا ومكث 27 عاماً من حياته في السجون بسبب ذلكم النضال المرير ، بطل العالم في الملاكمة محمد علي كلاي ، الذي سجن وحورب من جراء رفضه لسياسة بلاده الامبريالية وحرب فيتنام ، فضلا عن مئات الرياضيين والمفكرين والفنانين والمشاهير من ذوي البشرة السوداء ، ولم أكن يوما عنصريا وﻻ – لونيا – اذا صح التعبير ،ﻷن النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم نهانا كليا عن التمييز العنصري وحسم ذلك بقوله الشريف : (( لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى)) وهذا ما تربيت عليه في عائلتي ومجتمعي منذ الصغر .في مكتبتي الورقية والالكترونية المنزلية المتواضعة هناك كتاب الجاحظ – وهو أسود اللون – ” فضل السودان على البيضان ” ، وكتاب ” ابن الجوزي ” تنوير الغبش في فضل السودان والحبش ” ، وكتاب الامام السيوطي ” رفع شان الحبشان “، وكتاب البخاري المدني – وهو غير الامام البخاري – ” الطراز المنفوش في محاسن الحبوش ” وتلك الكتب بمجملها تفصل لنا كل شيء عن أشهر وأشعر وأنبل وأتقى وأزهد – السود – في التأريخ وفي مقدمتهم ، لقمان الحكيم ، ومؤذن الاسلام بلال الحبشي ، فضلا عن ملك الحبشة “النجاشي” وهؤلاء الثلاثة أشهر من نار على علم ، ولايفوتنا ما حدث ايام النبي ﷺعندما عير احد الصحابة رجلاً من ذوي البشرة السمراء وشكاه فقال النبي ﷺ” انك امرؤ فيك جاهلية” .زنوا كلماتكم قبل التفوه بها أيها الوعاظ والا قلبتم عالي أهداف الموعظة النبيلة ورسالتها النبيلة وغاياتها السامية الاصيلة وان كانت على الحق المبين ..سافلها !ولن اختم قبل أن أتطرق الى قرار نقابة المهن الموسيقية بمصر،والتي كانت قد منعت مطربي المهرجانات بمن فيهم محمد رمضان من الحصول على تصريح بالغناء مرة أخرى وذلك قبل قدومه الى العراق ، لتتبعها بمعاقبة رمضان لكونه عضواً بنقابة الممثلين على خلفية عدم التزامه بعدم خلع ملابسه في حفلاته وبناء عليه لن يُمنح تصاريح غناء من نقابة الموسيقيين إلا بعد خضوعه للتحقيق في نقابة الممثلين التي ينتسب اليها .بالمقابل ولأن الوقت لا قيمة له في العالم الثالث فقد رمى المحتفلون ساعاتهم تحت اقدام القره قوز في بغداد ولقد فرح محمد رمضان ، كثيرا بعد قذفه بالساعات من قبل بعض المعجبين وهو يقف عاري الصدر على خشبة المسرح في بغداد وقيل أن ثمن التذكرة الواحدة تراوحت بين 100- 300$ في بلد يضم اكثر من خمسة ملايين يتيم ، وثلاثة ملايين ارملة ، وثلاثة ملايين ونصف المليون عاطل عن العمل ، ويعيش فيه 10ملايين انسان تحت خط الفقر ، ليغني القره قوز بعض تفاهاته المعروفة بملابسه واكسسواراته المضحكة وعلى طريقته الاستعراضية التافهة المعهودة في عصر النكوص والانحطاط ، قائلا ” ما تبسطهاش اكتر من كده يارب ” ظنا منه انها ساعات ماركة اوديمار بياجيه ، وهو لايدري أن جل هذه الساعات تقليد و- ستوك – تباع في أسواق الجملة في العراق برخص التراب كمعظم البضائع التي لاتخضع للتقييس والسيطرة النوعية والتي تتسرب الى العراق بمئات الاطنان ، وعادة ما تنتهي بطاريتها وتتوقف عن العمل بعد شهر من شرائها لا اكثر ….وعمرها لايتجاوز بعد وضع البطارية الجديدة أكثر من ستة أشهر ..علما أنها غير قابلة للتصليح لأنها – راسكوب – كل ذلك لأن الوقت في العراق لاقيمة له …والدليل تضييع كل هذه الجموع لأوقاتهم وأموالهم مع القره قوز لأنهم لايهتمون بالوقت ولايعيرونه اهمية تذكر وقد ضحوا بساعاتهم لأن الوقت لاقيمة له عندهم كما ضحوا بأموالهم لمتابعة الرويبضة في بلاد نسبة الفقر فيها أكثر من 31 %!!نسخة الى جماعة ” طوفوا ببيوت الفقراء بدلا من اداء الحج والعمرة ” ممن لايطوفون لاببيوت الفقراء ولا يذهبون الى الحج والعمرة ، الا انهم يطوفون حول محمد رمضان واشباهه ونظائره ويتسكعون في المولات والمقاهي والملاهي ليلا ونهارا باذلين الغالي والنفيس من اجل متعهم البهيمية ومن ثم يختمون يومهم بالتهكم على الحجاج والمعتمرين وبالسخرية من الملتزمين على وسائل التواصل !!وعلى ذكر الوقت – وهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك – وذكر الساعات ، أتحداك أن تدخل الى 70 % من الدوائر والمؤسسات الأهلية والحكومية لتجد أن الساعات المعلقة على جدرانها تعمل بشكل صحيح ..وإن عملت فجلها خاطئة وبينها فوارق عجيبة في التوقيتات مع أنها لاتبعد عن بعضها سوى أمتار قليلة وقد تصل الفروقات في التوقيتات كما بين توقيت بكين وبغداد …!! اودعناكم اغاتي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى