مقالات

هجرة العقول

صباح محسن كاظم

يبدو أن الموجات المتعاقبة للهجرة العراقية تستمر بين الحين والآخر، وبذلك تخسر البلاد الطاقات الشبابية الطبية والهندسية، والفنية الرياضية فضلا عن الطاقات الشبابية التي بالإمكان أن تدير عجلة البناء الاقتصادي الصناعي والزراعي، لو استثمرت الاستثمار الأمثليؤكد علماء النفس والاجتماع لكل ظاهرة أسباب ومعالجات، ولكل مشكلة الحلول والبدائل. فالأسباب بعدم الاستقرار النفسي بالبلاد نتيجة عدم تحقيق الحلم من الحرية بتحقيق الأمن والأمان والاستثمار الأمثل للعائدات النفطية، بتوفير أبسط مستلزمات العيش الرغيد بتوفير «الكهرباء والصحة العامة» إلى غير ذلك من الأسباب كالبطالة، عدم وجود العمل المناسب، فقدان الأمن، وانفلات السلاح لدى من فقد الضمير ليخطف هنا، ويقتل هناك، كما حصل بأول يوم محرم بكربلاء بشهادة مدير البلدية المهندس عبير الخفاجي- رحمه الله – برصاصتين بالقلب، ليفجع أهل كربلاء المقدسة والعراق لما عُرف عنه من نزاهة وإخلاص وكفاءة بإدارة البلدية، وهو يقوم بواجبه بمنع التجاوزات ومثل ذلك يتوجه الرصاص بمدن عدة لمن يروم تقديم الخدمة العامة. إن هجرة الشباب كارثة أخرى تُضاف إلى مصائبنا وآلامنا ومحننا المُستدامة، كان النظام الفاشستي الدموي بأساليبه الوحشية والقمعية التي أدت إلى هجرة أكثر من ٤ ملايين حسب إحصائيات الأمم المتحدة، ثم الأحداث الدامية التي حركتها الأجندة الخارجية لمآرب معلومة قتصادية وأثنية وطائفية، لتقطيع النسيج العراقي الموحد وتجاوزها الشعب العراقي بحكمته وصبره وتعاضده، فأوجدوا داعش المُصنعة بمختبراتهم، مثل صناعة الفيروسات لإبادة البشر، وانتصر العراق، لذلك يواجهونه اليوم بأزمة المياه وتجفيف الفرات والأهوار، ليذهب السكان ويتوزعون في مختلف الدول العربية، التي أرى بها معظم الشباب العراقي المهاجر. فضلاً عن البحث المحموم للهجرة واللجوء لأوروبا. إن ذلك يتطلب من الحكومة معالجة كل الأسباب للحفاظ على الأدمغة والعقول والسواعد للبناء، وإلا فالأخطار محدقة تهدد الوجود الشبابي الذي بلدنا ما أحوجه لبناء تنمية شاملة بسواعد شبابه. هناك جملة عوامل ولقاحات لتوطين الشباب، والعقول بعدم الهجرة أهمها القضاء على البطالة، نزع السلاح المنفلت، تطوير الصناعة والزراعة، تزويج الشباب بتقديم المنح والمكافآت والسكن اللائق، تفعيل قانون التأمين الصحيّ والتربويّ، وتلك هي واجبات الحكومة، فكل وزير أو مدير عام غير قادر على تطوير أداء عمله ليتنحى جانباً، وليحل محله الشباب الوطني الغيور القادر على قيادة ربان سفينة العراق في هذا البحر الهائج من الصعوبات والمعاناة. كلمة أخيرة: دول بشح مواردها وضعف إمكانياتها وعدم وجود الثروة النفطية، تقدمت بخطوات صوب تحقيق العدالة والرفاهية كسنغافورة، ماليزيا، والنمور التي تسلقت سلم الحضارة بجدارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى