مقالات

هل توجد فاكهة عراقية حقاً؟

د.فاتح عبدالسلام

قبل ثلاث سنوات كنتُ أقوم بتغطية صحفية لأعمال المؤتمر السنوي لمنظمة الزراعة والاغذية العالمية” فاو” في روما، والتقيت بناشطين عرب مختصين في مجال انتاج العسل، وحين علموا انني من العراق، أشادوا ووجوههم مبتسمة بعمل جمعيات خاصة تنتج العسل في العراق في مناحل ذات مواصفات ونوعيات عالية، وقالوا انهم تفاجأوا بوجود هذا الانتاج المتميز في العراق. فوجدت مديحهم يأتي بطعم الذم والقدح، فقلت لهم مستنكراً: وماذا كان ظنكم بالعراق؟ فقال أحدهم، انّه منذ سنوات طويلة لا نرى انتاجاً زراعياً يصل الينا مصدره العراق، بعد سنوات طويلة لم نسمع فيها سوى حرب تلي اخرى هناك مع تطاحن سياسي وفساد، فمتى يكون هناك انتاج؟ وفي مكان آخر، كنت أتحدث الى بائع فواكه في الاردن وأنا اقتني منه بعضاً منها، ولسانه يشرح لي عقائدية كل فاكهة الى بلد عربي، فسألته عن انواع الفاكهة التي مصدرها العراق، فاستغرب الرجل وقال: هل تمزح معي متى كان العراق مصدراً في الفواكه؟ فتناولتُ رمانةً، وقلت له انّ رمّان شهربان أرقى نوعاً وطعماً من الذي تبيعه، وانّ برتقال ديالى ينافس انواع الحمضيات التي تعرضها، وحتى الفجل في العراق ليس له مثيل هنا أو في بلد آخر، وذكرت له انّ الزيتون على قلة مساحة زراعته في بعشيقة قرب الموصل فإنّ له طعماً لا يماثله طعم لزيتون في بلاد الشام كلها، وختمت بالقول، ولا أريد أن أذكرك بالتمور العراقية. كانت علامة الصدمة واضحة على ملامح الرجل، وقال بخفوت: هل أنت متأكد من حديثك عن العراق؟ أين كل هذا؟ لماذا لا يصل الى بلد مجاور؟ الزراعة في العراق لم تأخذ مداها الحقيقي، ولم تجداستراتيجية عليا في تنسيق مع التجارة والتصديروالانتاج الصناعي بما ينقل البلد الى مرتبة تستحقتسميته بلاد الرافدين. ماذا حلّ بصورة البلد أمام جيرانه أو العالم في بضع سنوات قليلة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى