مقالات

هل خان نواب تشرينيون دماء 700 قتيلا من متظاهرين تشرينيين

بقلم مهدي قاسم

كان المرء المعني بأمر انتفاضة تشرين يتوقع أن يقوم النواب التشرينيون ( الذين بفضل دماء شهداء انتفاضة تشرين أصبحوا نوابا و أصحاب امتيازات وجاه ومال / يعني قفزة جبارة من عاطلي عمل وفقراء إلى الكراسي النيابية المخملية للحصول على ملايين الدنانير كرواتب ومخصصات شهرية ) .. يعني :ـــ

كان المرء يتوقع أن يقوم هؤلاء النواب في حال اتخاذ عضويتهم النيابية طابع الشرعية و الرسمية بتشكيل لجنة تقصي حقائق و جمع مواد إثبات ودلائل دامغة في ظروف وملابسات مقتل أكثر من 700 متظاهرا ، وفقدان ومتغيبين آخرين أيضا ( كالصحفي توفيق التميمي والكاتب مازن لطيف مثلا و ليس حصرا ــ و غيرهم أيضا ــ هذا إذا كانوا لا زالوا على قيد الحياة مع أنه أنا أشك في ذلك بعد كل هذه المدة الطويلة ) .. ولكن بالأخص و تحديدا كشف القتلة والمحرّضين والمتواطئين سواء كانوا من ميليشيات إيرانية أو أحزاب موالية وفاسدة أو عناصر أمنية متواطئة على عملية القتل الجماعية تلك ، ومن ثم السعي الحثيث لجمع أدلة وإثبات دامغة ، ليتحول الأمر برمته فيما بعد ، إلى ملف جنائي صالح ومؤهل قانونيا لتقوم عليها أسس لائحة اتهام على هذا الصعيد ، حتى .. نقول حتى ولو في حالة شعور بعدم استقلالية جهاز القضاء و من ضمنه دائرة الادعاء العام الموجهة من قبل جهاز القضاء ذاته !!..

غير أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث ..بمعنى إن هؤلاء النواب ” التشرينيين ” لم يبادروا إلى تشكيل لجنة جدية وحاسمة في تقصي الحقائق وجمع الأدلة في أمر الكشف عن قتلة المتظاهرين التشرينيين .. بقدر ما انخرطوا في الاهتمام المتزايد و الطاغي في كيفية دخول في تحالفات سياسية حتى مع تلك الأحزاب والتنظيمات التي يُشك بأنها لها دورا معينا في عمليات قتل المتظاهرين وخطف أو تغييب بعضهم الآخر ..و هكذا نجد في المحصلة النهائية أن نوابا تشرينيين قد خانوا دماء رفاقهم وزملائهم في ميادين الكفاح من أجل الإصلاح و التغيير ..بل يمكن القول إنهم يكادوا أن يكون جزء من الطغمة السياسية الفاسدة التي تتحكم بمصير البلاد المبتلية بهم ابتلاء كلعنة دائمة ،و الشعب المستسلم لمصيره الغامض والمجهول بلا حول أو قوة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى