مقالات

هل نحتاج سفارات دائماً؟

د. فاتح عبدالسلام

يدور‭ ‬جدل‭ ‬حول‭ ‬قائمة‭ ‬سفراء‭ ‬جدد‭ ‬للعراق،‭ ‬لم‭ ‬اطلع‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬برغم‭ ‬الضجة‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يخطر‭ ‬ببالي‭ ‬أن‭ ‬أطلع‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبقها‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬اصلاً،‭ ‬لكن‭ ‬عناوين‭ ‬انتماءاتها‭ ‬معروفة‭. ‬‭ ‬منصب‭ ‬السفير‭ ‬اكلت‭ ‬جزءا‭ ‬منه‭ ‬الترشيحات‭ ‬الحزبية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬واكملت‭ ‬الأحزاب‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭. ‬الحصيلة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬ذات‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الطبيعي‭ ‬ضئيلة،‭ ‬وقد‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تتلاشى‭ ‬فيه‭. ‬برغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فأنا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬العام،‭ ‬أؤيد‭ ‬التعيينات‭ ‬الجديدة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬السفير‭ ‬المرشح‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬الجهاز‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬للخارجية،‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭ ‬أمثلة‭ ‬نجاح‭ ‬كثيرة،‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬شخصية‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تصنع‭ ‬تاريخها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المشرف‭ ‬في‭ ‬اربع‭ ‬سنوات‭ ‬هي‭ ‬مدة‭ ‬الخدمة‭ ‬الخارجية‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬تميز‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والوظيفة‭ ‬والمسار‭ ‬الحياتي‭ ‬لذلك‭ ‬السفير‭. ‬‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬لنسأل‭ ‬أنفسنا،‭ ‬ما‭ ‬الحكمة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬سفير‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬فترته‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬معينة‭ ‬الى‭ ‬دولة‭ ‬ثانية‭ ‬ثم‭ ‬دولة‭ ‬ثالثة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬أخرى،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬اثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬العواصم،‭ ‬كما‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬حضور‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الجالية‭ ‬العراقية‭ ‬الذين‭ ‬يعدون‭ ‬بمئات‭ ‬الألوف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬هذا‭ ‬اذا‭ ‬افترضنا‭ ‬انَّ‭ ‬سيرته‭ ‬العامة‭ ‬كانت‭ ‬جيدة‭ ‬وغير‭ ‬متورط‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬فساد‭ ‬مع‭ ‬أحزاب‭ ‬الداخل‭. ‬السفراء‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يخضعون‭ ‬للتقييم‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬مدى‭ ‬انتاجيتهم‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والثقافي‭ ‬والسياسي‭ ‬لبلدانهم،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬نقل‭ ‬اضبارة‭ ‬سفير‭ ‬من‭ ‬عاصمة‭ ‬الى‭ ‬أخرى‭ ‬كإجراء‭ ‬اداري‭ ‬روتيني‭. ‬لنعرف‭ ‬كم‭ ‬سفيراً‭ ‬مستقلاً‭ ‬عن‭ ‬الأحزاب‭ ‬لدى‭ ‬العراق،‭ ‬وبعدها‭ ‬ننظر‭ ‬في‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬لإصلاح‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭. ‬لنتصارح‭ ‬عندها‭ ‬أيضا،‭ ‬بشأن‭ ‬كم‭ ‬سفارة‭ ‬عراقية‭ ‬فائضة‭ ‬عن‭ ‬الحاجة،‭ ‬وتكفي‭ ‬القنصليات‭ ‬لإنجاز‭ ‬شؤون‭ ‬عامة،‭ ‬فربما‭ ‬نعود‭ ‬الى‭ ‬فهم‭ ‬معنى‭ ‬تعيين‭ ‬سفير‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬سفارة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى