مقالات

هل يهدمون آثارنا فوق رؤوسنا؟

د. فاتح عبدالسلام

لم أدخل في تفاصيل الموضوع لحداثة الصورة المرعبة المنشورة حول هدم جزء من سور أثري لبوابة نركال الاشورية في الموصل، ولا أزال أظن انها من زمن تنظيم داعش الذي نال من كنوز نينوى الأثرية وهرّب النفيس منها الى دول أخرى ودمّر القسم الآخر، ولعل جامع النبي يونس عليه السلام شهد أبرز عملياته التدميرية التي لا تزال شاخصة حتى الان .ملف الآثار في العراق بحد ذاته، يحتاج الى وزارة متخصصة تقوم على شؤونه ليل نهار، فالعراق كنز أثري في معظم أماكنه، ولكن اعمال التنقيب في خمسين سنة اخيرة لم ترتق الى العمل المنظم الاستنهاض على طريق بعث الحضارة التي تضاهي بل تتفوق في أقسام كثيرة على حضارات مجاورة، قريبة وبعيدة، بالرغم من منجزات حقبة العالم بهنام أبو الصوف.بعد فترة داعش المظلمة، جاءت حقبة من ثلاث أو أربع سنوات مظلمة أخرى من حيث المعلومات المتاحة عن فرق التنقيب الاجنبية والمحلية ومديات الانتاجية الموضعية والبحثية وأعداد الباحثين ونسبة العراقيين بينهم ومرجعياتهم المحلية والدولية، والمجلات العلمية التي عادة تتابع تفاصيل المنجز في التنقيبات في العالم شهراً بشهر . لا أدري هل حظيت آثار نينوى بزيارة عمل لوزير الثقافة و(الآثار)، وهل اصطحب معه خبراء الاثار من المتحف العراقي واقسام علمية متخصصة وعلماء أجانب؟الآثار العراقية، هي المورد المالي العظيم، المسكوت عنه، في الحكومة والاعلام والمجتمع أيضاً. هناك نقص كبير في الوعي إزاء هذه الكنوز، وهناك مستوى غير مقبول أحيانا في توفير الحماية لمواقع آثارية نائية ومهمة.العراقيون لا ينسون كيف اتخذ جنود الاحتلال الامريكي من مناطق اثرية عالية القيمة في بابل وأمكنة أخرى ثكنات لهم وحولوا بعضها الى مزابل. وعلى العراقيين أن يضعوا مَن يمسك بملف الآثار اليوم أو غداً أمام مسؤولياته التاريخية وليس الوظيفية فحسب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى