مقالات

هندي لإدارة الدولة العراقية

هندي لإدارة الدولة العراقية هادي جلو مرعي

400 مليون دولار، إضافة الى وظيفة بدرجة خبير في مايكروسوفت الأمريكية هي نتائج المفاوضات بين صابر باتيا الهندي الذي وصل الأراضي الأمريكية عام 1988 وإبتكر البريد الساخن hotmail الذي بلغ عدد مستخدميه العشرة ملايين مستخدم، وأثار حفيظة الأمريكيين الذين عرضوا على صابر باتيا الهندي المسلم مبلغ 50 مليون دولار، ولكن الهندي الذكي الذي تعودنا وضعه في نكاتنا السمجة كان يعلم جيدا القيمة السوقية لبرنامجه الألكتروني، وقرر أن المبلغ المطلوب ليتنازل هو 500 دولار فوضع مايكروسوفت أمام خيارات صعبة، وفاوضته على مبلغ 400 مليون دولار مع وظيفة في الشركة.

دخل العراقيون في مفاوضات شاقة مع الفشل منذ تأسيس الدولة العراقية العام 1920 وإستمروا في صناعة التفوق القومي والطائفي، والحروب العبثية ، وكونهم أدوات بيد الخارج، ثم لاينفعهم الإعتذار عن كونهم مستخدمين كما عشناه في تجارب مرة، تخللتها حصارات ظالمة، وحروب طائشة إستدعت من فئات إجتماعية أن تؤيد وتساند وتتقوى على بعضها، ولعل النكات، ووصف أبناء الناصرية بالخبث كان واحدا من السلوكيات الشائنة، والتنمر القذر على أبناء هذه المحافظة كما هو الحال مع الهندي الذي يبدع ويبتكر ويصمم ويؤسس ويعمر في بلادنا، وعندما لايعجبنا سلوك أحدهم نسخر منه بتوصيفه بالهندي!

ولعلي أتذكر آننا كنا مطلع الثمانينيات في فترة حرب وكان الهنود والباكستانيون والبنغال والسيلانيون يعملون ويعمرون وينظفون ويؤسسون لدول في الخليج، ومنه العراق الذي يسخر ناسه من الهنود.

شركات باكستانية من شبه القارة الهندية إستصلحت ملايين الهكتارات من الأراضي في العراق ماتزال مؤهلة للزراعة برغم مرور مايقرب من الأربعين عاما على إستصلاحها، وأكبر صوامع الحبوب بنتها شركات هندية، وأبرز طلاب وضباط الكلية الفنية العسكرية، ومهندسي الصواريخ تخرجوا على أيدي خبراء هنود، هل تناسينا إن السينما الهندية تنتج عشرات الأفلام والمسلسلات الرائعة، بينما مسارحنا، ودور السينما في بغدلد تحولت الى مكبات للنفايات، وعمدة لندن من شبه القارة الهندية، ووزير الدفاع الكندي منها، وأشهر الأطباء في العالم من تلك الشبه قارة.

فليأت حاكم هندي لإدارة الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى