العربية والدولية

واشنطن: نستعد لسيناريو عدم إحياء الاتفاق النووي

فيما لا يزال الجمود يخيم على مصير المحادثات النووية التي توقفت منذ أسابيع عدة، بعد أشهر طويلة من النقاشات في العاصمة النمساوية فيينا، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تزال ترغب في إحياء الاتفاق النووي لكنها في الوقت نفسه تستعد مع حلفائها لسيناريو عدم إحيائه.

وقال المتحدث لـ”إيران إنترناشيونال”: “نحن نعمل بجهد لإيجاد حل للمواضيع الخلافية المتبقية حول الاتفاق النووي وتنفيذ كافة بنوده، وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة الأميركية تستعد مع حلفائها لسيناريو عدم إحيائه”.

كما علق على زيارة المنسق الأوروبي في مفاوضات الاتفاق النووي، إنريكي مورا، إلى طهران، حيث أوضح أن أميركا كانت على اتصالات مباشرة مع مورا، لافتاً إلى أن “هذا المسؤول الأوروبي يقوم بنقل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة، ونحن ندعم مساعيه الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي”.

ورداً على سؤال حول طلب طهران المتمثل في شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، أردف المتحدث: “نحن لا نصرح حول هذه الموضوعات بشكل معلن، لكن لو أرادت إيران إلغاء عقوبات خارجة عن إطار الاتفاق النووي فعليها إزالة مخاوف الولايات المتحدة حول قضايا أوسع من الاتفاق النووي”.

كذلك أضاف: “إذا لم يتم طرح قضايا خارجة عن إطار الاتفاق النووي في مفاوضات فيينا فإننا نستطيع الوصول إلى اتفاق سريع وتنفيذه. وعلى إيران أن تقرر في هذا الصعيد”.

على صعيد متصل قالت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية، إيلي كوهانيم، لـ”إيران إنترناشيونال”، إن “الوقت حان لكي تلجأ الولايات المتحدة للخيار العسكري للقضاء على مواقع إيران النووية المختلفة”.

وتابعت: “بكل تأكيد فإن الولايات المتحدة لديها القدرة على الهجوم العسكري على مواقع إيران النووية، وبمقدورها القيام بهذا الأمر بشكل أسرع وأسهل من إسرائيل”.

كما شددت على أنه “لأجل التقليل من حجم سلوك إيران التخريبي وإجبار طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات، يجب قطع مواردها وتجفيف مصادر قدرتها”.

تأتي تلك التصريحات فيما قال السفير الروسي بطهران الخميس، إن إحياء الاتفاق النووي لا يزال ممكناً لكن “إيران تصر على الحفاظ على حدودها الحمراء”، بحسب تعبيره، موضحاً أن أحد الموضوعات المعرقلة لمسار المفاوضات حالياً هو إصرار طهران على شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.

إلى ذلك أعلن مصدر دبلوماسي فرنسي، الخميس أيضاً، أن المحادثات بين إيران والدول الكبرى بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 هي حالياً في طريق مسدود، مبدياً تشاؤمه إزاء احتمالات إحراز تقدم.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن “المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود”، كاشفاً أن اتفاقاً كان جاهزاً في مارس، لكنه “لم يعد في متناول” الأطراف المعنيين بسبب خلاف على وضع الحرس الثوري الإيراني.

كما أضاف: “نحن متشائمون. إيران ارتكبت خطأ باستنفاد الوقت”، وفق فرانس برس.

يذكر أن الدبلوماسي إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي لمفاوضات الاتفاق النووي، كان وصل، الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية من أجل بذل آخر الجهود الساعية لإنقاذ الاتفاق النووي بعد جمود في المباحثات استمر لأسابيع عدة.

أكد في تغريدة على حسابه على تويتر بعد لقائه المفاوض الإيراني علي باقري كني أن “العمل على سد الفجوات المتبقية لهذا التفاوض مستمر”.

وكان مورا قد لعب دوراً محورياً في تسهيل المحادثات التي انطلقت في أبريل الماضي (2021) في فيينا، بالنظر لرفض الوفد الإيراني الحديث مباشرة مع أميركا.

وسافر آخر مرة إلى طهران في أواخر مارس الماضي قبل أن يتجه إلى واشنطن.

ومنذ أواخر مارس الماضي (2022) غرقت المباحثات في حالة من الجمود، بعد تعثر التوصل إلى توافق حول عدد من المسائل العالقة، ومن ضمنها “الحرس الثوري”، فيما تبادل الطرفان تحميل المسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى