مقالات

وزارة التربية .. والتجهيل

وزارة التربية .. والتجهيل – براعم علي العكيدي

وزارة التربية هي وزارة حكومية تهتم بتربية المواطنين عن طريق انشاء المؤسسات التعليمية من مدارس ابتدائية وثانوية,دورها تحديد الغايات التربوية الكبرى التي تمثل المجتمع ومراقبة العملية التربوية والتعليمية عن طريق انشاء المدارس وتعيين المدرسين والاداريين والباحثين التربوين وايضا تحديد المقررات الدراسية . هذا هو التعريف لوزارة التربية والتعليم الذي قـــــدمه لي تطبيق Google الالكتروني عندما دفعني فضولي للبحث عنه في هذا التطبيق الذي لا تخفى عليه خافية . ولو كان هذا التطبيق انساناً مكتمل الانسانية لطلبت منه ان يكون صادقاً ويكف عن الكذب..نعم انه يكذب فهو من اختراع العقل البشري الغارق في محيطات الغش والخداع ,فلا وجود لصحة هذا التعريف مقارنة بالذي يجري على ارض الكتابة المسمارية,لا وجود لوزارةالتربية والتعليم في العراق..بل لا وجود للتعليم في كل العراق من زاخو الى الفاو . اليوم في البلادالتي اخترعت الكتابة منذ الاف السنين,لا وجود للكتابة..في بلاد خلفت ارثاً علمياً وثقافياً غير قابل للاندثار…في بلاد كانت تمتلك في ثمانينيات القرن الماضي منظومة تعليمية متطورة تتفوق على قريناتها(بشاهدة منظمة اليونيسكو)نجد اطفال اليوم بلا تعليم وشعبنا العراقي العظيم يعاني الاميّة بنسبة 47 بالمئة (بشاهدة منظمة اليونيسكو ايضا)… في عراقنا اليوم بعد ان اصبح الكتاب كائن مجهول وصار القلم عنصر غريب , في عراقنا اليوم وفي عصر الـ on lineوالتعليم الالكتروني ,اطفالنا يشربون الجهل بدل الحليب ,معلمينا عاجزين عن التعليم ومدارسنا غدت صحاري قاحلة..تلاميذنا يفترشون الارض في صفوف آيلة للسقوط .. لا كتب ولا مناهج,لا كراريس ترتسم عليها صور الطفولة ولا اقلام يُكتب بها (العلم نور والجهل ظلام!!!!!) هذه هي وزارة التربية والتعليم في العراق , تبني صفوف الجهل وتسعى لبناء علاقة وطيدة بين التخلف والمدرسة !!! العراقيون اليوم لو ارادوا لابنائهم التعليم بعيدا عن شبح المدارس الحكومية فعليهم ان يحفروا في الصخر من اجل العشرات من الملايين لضمان عملية تعليمية متواصلة لاثني عشر عاماً(او ربما ستة عشرعاما )اذ ان التعليم العالي الحكومي قد انظم لقافلة المأساة في التعليم الابتدائي والثانوي !!! العراقي اليوم عليه ان يحارب من اجل طلب العلم الذي حث عليه ديننا العظيم وفرضه رسولنا الكريم على كل مسلم ومسلمة . ندائي اليوم (لا اعلم الى من ) لكنه نداء صادق من منبر لطالما تعالت منه صرخات وما من مجيب ,انقذوا ماتبقى من ذكرى التعليم ,سارعوا فالجهل ينهش في عظام العلم حتى غدى اعرجاً لا يقوى على الوقوف ,حاربوا آفة الجهل بكل قواكم ..من اجلكم…من اجل اولادكم… من اجل عراقكم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى