مقالات

وسط غابة البنادق.. لاشيء مستبعد

د. فاتح عبدالسلام

اذا تشجعت شركات استثمارية كبرى في دول الخليج أو العالم بالقدوم والتأسيس الاستثماري الصناعي والتجاري في العراق، فإنَّ الهاجس الأمني هو أكبر الهموم أمامها على الاطلاق، لاسيما إذا كانت جنسية الشركة تتبع دولاً لها إشكالات سياسية في المحيط الاقليمي للبلد أو مع أطراف عقائدية داخله.

لا نستبعد أن تفرض بعض الشركات أن ترافقها شركات أمنية ثقيلة الوزن لضمان سلامة مئات العاملين فيها، وربّما الآلاف أيضاً.

وبعض الشركات الامنية في العالم هي جيوش صغيرة لديها طائرات هجومية انقاذية وصواريخ مختلفة الابعاد ورادارات متنوعة.

ولا أعلم ماذا يمكن أن تستقدم الشركات الاستثمارية معها لتحمي نفسها، لاسيما إذا استذكرت حادثة خطف صيادي الصقور القطريين في الصحراء الجنوبية للبلد قبل اكثر من سنتين حين كانوا،بعلم الحكومة، يمارسون هوايتهم ومعهم مرافق من المخابرات العراقية.

في الجانب الاخر من العراق ، يستمر تشظي توالد المليشيات التي تحمل عناوين فصائل تدخل في الحشد الشعبي تارة وتخرج منه تارة اخرى وتكون مع هذا الاجادة مرة ومع سواه مرة ثانية.

ولا يوجد قانون يمنع استحداث مليشيا سواء انضوت تحت تشكيلات الحشد او لم تنضو، والمعلوم ايضا ان المليشيات لايمكن استحداثها إلا في أماكن معينة وتحت رعايات خاصة لا تتوافر في كثير من مناطق العراق.

إزاء هذا الوضع الذي رأينا فيه ذات مرة كفة المليشيات ترجح على القوات المسلحة معنويا، ونخشى أن يكون الرجحان ذات يوم فعلياً وعلى الارض، فإنّ من الممكن ان يأتي اليوم الذي تحاول جهات معينة فردية أو شركاتية أو معنوية أن تؤسس شركات حماية محلية ذات قوة واقتدار وتدريب لتأمين نفسها، وسط هذه الغابة العظيمة من البنادق .لا يوجد شيء مستبعد أبداً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى