مقالات

اقطاع من نوع جديد

الكاتب : عاصف حميد رجب

سألت قلبي الصغير ,لماذا التررد في العظمة من الامور والاكتفاء بأنحراف بأهتزاز نبض القلب بقوة خطيرة ؟هذا في الخيال فالقلب صغير ويؤدي عمله كما لو كان كبيرا .سألني :لماذا تظن ان قلبك يسع الجميع وانا القلب الصغير ليس لي صبر على الحوادث ,فالموت صفة غالبة في العراق واليأس والنهي عن المعروف والامر بالمنكر هما الصيغة الطاغية بين الناس والعجيب بالامر انهم يفتخرون بذلك وخاصة عندما يجنون مالا من المنكر ودنائته على حساب المعروف .فكيف لهذا القلب ان يسع الجميع والجمع الغفير محاط بترباس الماضي غير الغالب على مصيره هو فكيف بمصير اصحابه؟ نعم يسع الجميع لانه حي وحياته ونبضاته وتوقفاته هي التي تقرر الموت والحياة للمرء عند ذلك لا يسع نفسه في حدود القبيلة والعشيرة .قلبي صغير ويسع الجميع ولكنه لا يسع القبيلة .فالعشيرة صفة متحدة الان ضد كل الاعتبارات القانونية والدستورية ولم يعالج اطباء الدستور قضايا العشائر ونظامها التقليدي البائس .

بدأت المسألة صغيرة ثم كبرت ونمت تحت ظل قوانين العشائر والتي اخذت صفة الاقطاع .حيث شيخ العشيرة هو الاقطاعي وناسه وعشيرته يفلحون عنده وظهر المثل المعروف (فلاحة ملاجة)وهو ظلم لا بعده ظلم .

الازمنة لها تقليعات وكل تقليعة فيها من الزمن حشوة داخل حشوة تؤدي الى الايهام الى ان تنتهي التقليعة الى رفض كل الناس لها ويتلبس المجتمع منظور جديد يؤدي الى اجبار مفروض وعرض ممدود للنساء والرجال من الملبس والمأكل وتقليعات الشعر وتقليعات الشعر الذي يرفض من قبل النقاد والمثقفين رغم جودته بل ينفى الشعر الحديث في الخليج بأزدرائه ونفي مفاهيم عديدة تعتبرها هذه البلدان مخالفة للتقليعات القديمة او الوفاء للقديم باعتباره الاصل حتى لو كان الجديد احلى .هنا لا يتحملون مايحصل وذلك سبب تخلفهم ومودة القديم هو صاعقة للزمن لانه يرفض نفسه والاجراء الصحيح فيما ننظر ان القديم هو السكون والكون يرفض السكون بل تعتريه الصيحات والهفوات وما هو غير مألوف .

نعود الى شيوخ العشائر فهم اغنياء بلا انصاف .من ماذا هذا الغنى ؟هل سوقهم على اشده ؟الاجابة هي نعم ,فهناك عرف مزدرى يسمى الفصل ويتم اجراؤه فوق كل قوانين العدل بأسم العدالة والدماء تباع بالمال المشحون بالحرام .اما الحلال فيكون لاهل الحلال والحرام له حريته .الشيوخ في نظر انفسهم مصلحون ولكنهم يجنون الكثير من الدماء المهدورة والمظالم التي يعتريها الصم والبكم ,تجري المحادثة بين الشيوخ الصم هم والبكم هم والعمى عماهم فكيف يحكمون بالعدل؟

يجتمع الجمع ليؤدوا للعدالة نصابها وهو خط الحكم المائل الذي يعتريه الصدء وحرمات تداس تحت بؤس الحوادث كونها هدر للدماء ولكن الحقيقة هي ان الادراك الكامل لهذا هو زيادة الاجرام ما دام هناك قاتل يتداول مصيره السلامة بنقود عشيرته .

هذا جزء مبسط من واقع المجتمع الذي يعرفه الجميع تقريبا .لكن الذي ارتأيته هو ممارسة يجب منعها عن المثقفين والمتحضرين ويجب ان تكون هناك دعوى لنجدت المجتمع الذي ينقذه المثقف والمتحضر ,ومع الاسف ان الكل تقريبا يتوسط عشيرته او يهرول لشيخ عشيرته عند الشدة والشيخ لا يهمه الا كم يحصل عليه من هذا السجال .العتبى على المتحضرين والمثقفين لكي لا يتبعوا المنهج العشائري بل يضعوا كل جهدهم لتجنب هذا الفخ الرجعي المتخلف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى