slideتقارير وتحقيقات

بالوثائق والارقام :هذا عدد القتلى المدنيين منذ 15 عاماً في العراق

قتل عشرات الالاف من الاشخاص في القتال بحرب العراق التي بدأت قبل 15 عاماً. الاعداد وصلت بصورة تقديرية ما يقرب من 5000 شخص منهم من القوات الامريكية، وعشرات الالاف من المتمردين الذين قاتلوا الحكومة العراقية التي وضعت بعد الاطاحة بنظام صدام حسين.

لكن هذا الرقم يحجب العدد الفعلي للوفيات التي قتلت في النزاع. خلال الحرب واحتلال تنظيم داعش ثلث اراضي البلاد في السنوات الاخيرة، وصلت عدد الوفيات الى مئات الالاف بما في ذلك المدنيين الذين قتلوا نتيجةً للعنف، وبشكل اوسع، اولئك الذين توفوا بسبب انهيار البنية التحتية والخدمات في العراق ونتيجة الصراع المستمر.

ومع ذلك يكاد يكون من المستحيل حساب عدد القتلى بشكل دقيق. وواحدة من افضل العوامل لتتبع عدد القتلى المدنيين هو موقع “BODY COUNT” العراقي الذي قام بتوثيق اعداد الوفيات في البلاد، مستنداً الى التقارير الاخبارية. وتظهر البيانات الواردة على ثلاث مراحل من النزاع، هو الغزو الامريكي وانهيار الامن في البلد وظهور تنظيم داعش.

VFOAEBSXVA5GJCFBNF2O4RUA2E

وكان حوالي 6 لكل 10 مدنيين ممن سقطوا على ايدي قوات التحالف في الفترة 2003 الى عام 2011، وفقاً لبيانات حصلت عليها الواشنطن بوست. وخلال فترة ظهور تنظيم داعش، كانت الوفيات بين المدنيين التي تسبب بها قوات التحالف جواً هي الأكبر. (تُعزى معظم الوفيات بين المدنيين الى جهات مجهولة خلال المرحلة الاولى من الحرب التي اعلنها الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما).

وحين اعلن مسلحو داعش “خلافتهم” المزعومة في حزيران من العام 2014، اصبحت الجماعة الارهابية السبب الرئيسي لوفيات المدنيين في العراق، حيث قتل المزيد من المدنيين في ذلك الشهر، فحصدت منظمة IBC على اعداد الوفيات التي وصلت لاكثر من 4100 وفاة بين المدنيين.

وعلى مدار العام، توفي اكثر من 20 الف شخص. ومن المهم اعتبار هذا هو 20 الف حالة وفاة في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 35 مليون نسمة. وفي عام 2014، مات حوالي 5.8 من كل 10 آلاف عراقي نتيجة العنف. وفي عام 2006، اي قبل وقت قصير من اعلان زيادة عدد القوات الامريكية الى العراق كان الرقم 10.7 لكل 10 آلاف شخص.

ويمكن وضع السياق في سكان الولايات المتحدة.

  • في عام 2004 قتل 4.5 من كل 10 آاف عراقي. اي ما يعادل 130 الف حالة وفاة في الولايات المتحدة.

  • عام 2005 6.1 من بين كل 10 آلاف عراقي. اي ما يعادل 318 الف حالة وفاة في ولاية سانت لويس الامريكية.

  • في عام 2006 10.7 من كل 10 الاف عراقي. اي ما يعادل 200 الف حالة وفاة في ولاية ميشيغن.

  • وفي عام 2007 9.2 من كل 10 الاف عراقي. اي ما يعادل 277 الف حالة وفاة امريكية.

ووجدت دراسة اجريت في عام 2006 أعدها باحثون في الولايات المتحدة والعراق، ان المنظمة الامريكية حين قدمت هذه الدراسة كانت اعداد الوفيات منخفضة في ذلك الحين وبنسبة 30 ٪.

SFZA4WIMCMZIBGH2XTBM3O53ZI

واجرى باحثون من الولايات المتحدة والعراق وكندا عام 2013 نظرة اوسع على عدد القتلى في الحرب ووصلوا الى نتائج: في الأول من آذار من عام 2003 الى حزيران من العام 2011، كان معدل الوفيات في العراق 4.55 لكل الف شخص، وهو اكثر من 0.5 مرة من معدل الوفيات خلال فترة 26 شهراً ما قبل الحرب. مما اسفر عن ما يقرب من 405 الف شخص.

وحلل الباحثون الرقم المفترض وهو 400 الف حالة وفاة، التي يعزوها الى النزاع المندلع منذ عام 2003 الى عام 2011، الذي اسفر عن مقتل 240 الف وفاة من العنف، واكثر من 160 الف مرتبط بالحرب.

ان تقدير 240 الف حالة وفاة ناجمة من الصراع. وهذا لا يأخذنا الا لعام 2011. ففي سنوات السبع التي تلت بعد ذلك، تؤكد وبحسب تقديرات البنك الدولي الى حدوث 82 الف حالة وفاة اضافية نتيجة النزاع في العراق بين المدنيين فقط.

5D24F73OVE2PDIUWFRAEBPGPNE

ويبدو من المحتمل ان عدد القتلى في السنوات الخمسة عشر الماضية قد تجاوز بسهولة نصف مليون عراقي، لكن من الصعب تحديد المستوى الاعلى. واذا افترضنا ان 600 الف شخص قتلوا، فهذا يعادل عدد سكان العاصمة واشنطن في عام 2010. وكأن كل رجل وامرأة وطفل في مقاطعة واشنطن قد قتلوا في الحروب وماتوا نتيجة فشل البنية التحتية او على يد ارهابيين من تنظيم داعش.


المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: فريق الاولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى