القضاء والاجهزة الامنية تسهم بالإطاحة بكبرى عصابات التسليب اتخذت من مناطق العاصمة بغداد مسرحاً لتنفيذ عملياتها
الاولى نيوز / بغداد
أسهمت جهود قضائية استثنائية وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية بالإطاحة بكبرى عصابات التسليب اتخذت من مناطق العاصمة بغداد مسرحاً لتنفيذ عملياتها.
وقال قاض مختص بحسب تقرير السلطة القضائية ” ان العصابة نفذت أكثر من 39 عملية في جانبي الكرخ والرصافة ، مبيناً ان الضحايا يتم اختيارهم بعد مراقبتهم بواسطة عناصر يتم زرعهم أمام المصارف وشركات الصيرفة.
وتحدث قاضي محكمة تحقيق الكرخ الذي ينظر القضية عن أن “عدد المتهمين الذين تم القبض عليهم هم 15 متهماً ولا تربطهم صلة قرابة او صداقة إنما التقوا في أحد النوادي الليلية واتفقوا على تنفيذ هذه العمليات”.
واضاف ” القاضي ” ان هذه العصابة تمثل اكبر عصابة للتسليب في مناطق العاصمة بغداد حيث نفذوا أكثر من 39 عملية في مناطق الحارثية، القادسية، الدورة، السيدية، الخضراء، المنصور، الكفاح، شارع فلسطين، زيونة، جميلة والأماكن الأخرى التي تتواجد فيها رؤوس أموال”.
وعن طرق العصابة للتسليب يبين قاضي التحقيق ان “العصابة تقوم بمراقبة الضحية بواسطة عناصر يتم زرعهم أمام المصارف وشركات الصيرفة مستقلين سيارة صفراء اللون (أجرة) للتمويه ومجموعة المراقبة هذه يقتصر عملها على مراقبة الضحية وما إذا كان الشخص المستهدف يحمل الاموال أم لا وتحديد وجهته”.
وأكمل قاضي التحقيق أن “عناصر المراقبة يقومون بتزويد أفراد العصابة الآخرين وزعيمهم بالمعلومات المطلوبة لتتم محاصرة الضحية من الأمام ومن الخلف بواسطة عجلات رباعية الدفع حتى لا يتمكن من الهرب ويترجل عليه افراد العصابة ملثمي الوجه ويتم اخذ المال الذي يحمله تحت تهديد السلاح واخرون يقومون بقطع الطريق عن المارة حتى يتمكنوا من تنفيذ جريمتهم”.
وعرج القاضي على سبب اختيارهم العجلات رباعية الدفع لأنها “تمتلك إمكانية عبور الأرصفة حتى يتمكنوا من العبور الى طريق معاكس لاتجاه الضحية ثم يأخذون مفاتيح عجلته وهاتفه خشية اللحاق بهم او تشخيصهم”، لافتا إلى أنه “غالباً ما يتم اختيار أماكن بعيدة او خالية من القوات الأمنية والسيطرات لتنفيذ الجريمة”.
ويذكر القاضي أن “المتهمين يتخذون من منطقة البلديات نقطة لانطلاقهم لتنفيذ جرائمهم ونقطة الالتقاء بعد تنفيذ كل جريمة”.
وعن الاحتياطات التي يتخذها أفراد العصابة حتى لا يتم القبض عليهم يفيد بأنه “يتم استخدام الغاز وعادة ما يتم استخدام مثل مصري دارج يقوم زعيم العصابة بإخبارهم إياه بواسطة الهاتف النقال ما يعني عليكم التجمع لتنفيذ عملية ويخبرهم بالمكان والزمان”، بحسب ما يروي القاضي المختص.
واستطرد ان “معظم افراد العصابة لا يعرف احدهم الآخر او لا يمتلك معلومات كافية عن الآخر سوى اسمه الثنائي فقط خشية من القبض على احدهم ويعترف على البقية وغالباً ما يتم تعزيز العصابة بأفراد جدد عند القبض على احدهم”.
واكد القاضي نصير حسين أن “المتهمين اعترفوا بارتكابهم هذه الأفعال الإجرامية وتم تصديق اعترافاتهم قضائيا أمام محكمة تحقيق الكرخ وفقاً لأحكام المادة 443 من قانون العقوبات العراقي”.
والمتهم (ص ، ن) يبلغ من العمر ثلاثين عاماً وهو زعيم هذه العاصمة يروي في معرض اعترافاته امام محكمة تحقيق الكرخ “كنت كاسباً وبعدها تعرفت على احد الأصدقاء وعلمني على السرقة من خلال كسر زجاج السيارات وسرقة ما بداخلها ويطلق على هذه العملية بين أوساط المتهمين (درب محمد)”.
واضاف المتهم “بعد ذلك تطور العمل الى مراقبة الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون من مكاتب الصيرفة وسلبهم الاموال التي يحملونها حتى تطور الامر وتعرفت على مجموعة من الأشخاص وتولدت لدي فكرة السطو المسلح على الأشخاص الخارجين من المصارف والصيرفات”.
وقال المتهم “تعرفت على مجموعة من الأشخاص وتم الاتفاق على العمل المشترك بتسليب الأشخاص وتم تقسيم الأدوار بيننا”.
ويذكر المتهم تفاصيل إحدى العمليات التي تم تنفيذها حيث يقول “من خلال تجوالنا في منطقة الحارثية أعلمني المرابط وهو الشخص الذي يقوم بالمراقبة بخروج شخصين من مصرف الحارثية يستقلون عجلة نوع جارجر وبالفعل تم اللحاق بهم وعند الوصول الى منطقة القادسية باتجاه جسر الجادرية تم إجبارهم على الوقوف”.
واوضح المتهم ان طريقة إجبارهم “من خلال التوقف بعجلات ذات الدفع الرباعي امامهم وخلفهم حتى لا يتمكنوا من الهرب وقام احد المتهمين بقطع الطريق تحت تهديد السلاح وترجل عدد آخر من المتهمين وهم ملثمو الوجه ويحملون السلاح”.
وتابع ان “المبلغ الذي تمت سرقته خلال هذه العملية مئتين وخمسين مليون دينار عراقي تم تقسيمه على بقية المتهمين وكانت حصتي خمسين مليون دينار”.
واكمل المتهم أن “اغلب العمليات كانت تتم بالأسلوب نفسه وان المبالغ التي كانت تسرق قسم منها كبيرة تصل الى 500 مليون دينار عراقي واخرى صغيرة وحتى هناك عمليات لم نحصل على شيء منها”.