مقالات

وتبقى الزراعة نفطنا الدائم

وتبقى الزراعة نفطنا الدائم – مالك الدليمي

لقد أفرزت الحرب الروسية الأوكرانية الكثير من المفاجئات التي انشغل بها العالم الذي كان همه النجاة من فايروس كورونا والتسابق في الوقاية منه وإنتاج اللقاحات وصوابين التعقيم السائلة وإنتاج الكمامات وما ان اخذ البشر والحكومات بالاقتراب من احتفالات الانتصار على هذا الوباء والجائحة كما يطيب للمختصين ان يصفونه حتى أستيقظ الناس على أصوات المدافع والصواريخ وأزيز الطائرات يكتسح ارض أوكرانيا البلد الذي لم يكن الكثيرين على مساحة هذه الأرض مهتمين بها وبما جرى ويجري في مدنها التي هجرها سكانها بين ليلة وضحاها لينجوا بأنفسهم مهرولين ومسرعين تاركين منازلهم وذكرياتهم ووظائفهم قاصدين الدول المجاورة باحثين عن ملاذ أمن لهم ولأطفالهم والأمر الذي أصاب سكان اوكرانيا بالذهول كان وقعها اشد أثرا على الكثير من شعوب بلدان أخرى والتي كانت تتناول بشراهه خبزها ومعجناتها مستخدمةً قمح اوكرانيا وزيوتها في مطابخهم بشكل يصل لحد التبذير وهم مطمئنين بأن دولهم وحكوماتهم خصوصاً دول النفط قادرة على تزويدهم بما يحتاجون لأن اسعار النفط بدأت بالأرتفاع ولكن كانت الصدمة كبيرة لأن المفاجئة بأن دول النفط لم يسمح لهم نفطهم بالحصول على ما يحتاجونه من زيوت وحبوب لان اوكرانيا لم تعد بحاجه الى الطاقة والنفط ولا تمتلك امكانية التصدير للحبوب والزيوت بل انها بحاجة الى السلاح من هنا ايها السادة نعود الى شعارنا القديم الذي رفعته شعوب المنطقة قبل سنين بأن الزراعه هي نفطنا الدائم نعم هذا ليس شعار للأستهلاك بل هو حقيقة ذكرها الكثيرون من علماء الأقتصاد والسكان والجغرافيا الذين تنبأو بأن العالم اصبح سكانه اكثر من انتاجه وعليه يجب التفكير بهذه المعادلة التي تتطلب ان تخطط الدول والحكومات لتحديد النسل او اي امور اخرى تهدف للتقليل من اعداد السكان على هذه الأرض وربما كانت الحروب وانتشار الفيروسات القاتلة واحده من اسبابها، الغاية من كل ماتقدم ان نحرص في دولنا بأن نفسح المجال للمختصين المخلصين لأوطانهم ان يضعوا الخطط الأستراتيجية التي تفسح المجال لأستثمار الأرض والزراعه والري لأن المستقبل سيكون للرغيف والرغيف يعني الزراعة والزراعة تعني الأرض والمياه التي أخذت تشح وربما ستكون هي من ألأسباب الرئيسية لحروب المستقبل وأقول هنا لكل متشائم بأن الأمل موجود والمخلصين متوفرين خصوصاً في بلدنا العراق الذي يمتلك عقول يتنافس عليها الآخرين وبلدنا وشعبنا أولى بها وماعلينا الا ان نبدأ قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى