الأقتصادية

أسهم الامارات : خسارة الإمارات تلامس 49 مليار دولار منذ مطلع 2020

شهدت أسواق الأسهم الإماراتية خسائر فادحة تقدر قيمتها منذ مطلع عام 2020 بنحو 178.55 مليار درهم (48.60 مليار دولار) مع تأثر التداولات بظهور عدة عوامل على رأسها مخاوف وباء “كورونا” وتداعياته على شهية الاستثمارات بالأسهم ومعنويات المستثمرين.

ووفقاً لإحصائية أطلعت عليها وكالة “الاولى نيوز” على بيانات سوقي دبي وأبوظبي الماليين، وصلت القيمة السوقية لأسهم دبي إلى 296.53 مليار درهم بنهاية جلسة 12 مارس/أذار، مقابل قيمتها السوقية بنهاية 2019 عند 374.17 مليار درهم، لتفقد 77.64 مليار درهم (21.13 مليار دولار).

وسجلت أسهم أبوظبي قيمة بلغت 420.46 مليار درهم بنهاية جلسة 12 مارس/أذار، مقارنة بقيمتها السوقية عند نهاية العام الماضي عند 521.37 مليار درهم، خاسرة 100.91 مليار درهم (27.47 مليار دولار).

وانتشر فيروس “كورونا” الذي يشبه الالتهاب الرئوي،  لأول مرة في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي في مدينة “ووهان” الصينية التي تعد عاصمة مقاطعة هوبي.

ومنذ ذلك الحين انتشر الفيروس خارج “ووهان”، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، إلى مدن رئيسية أخرى حول العالم.

وفي غضون أقل من ثلاثة أشهر من التعاملات، فقد سوق دبي 732.74 نقطة من مؤشره العام بتراجع 26.5 في المائة عبر وصوله إلى مستوى متدني غند 2032.12 نقطة الأسبوع الماضي، مقابل مستواه عند ختام عام 2019 عند 2764.86 نقطة.

وتدنى مؤشر سوق العاصمة “أبوظبي” بنسبة 22.7 في المائة ملامساً مستوى 3922.18 نقطة، مقارنة بمستواه بختام 2019 عند 5075.77 نقطة، مفرطاً في أكثر من 1.15 ألف نقطة قبل مرور الربع الأول من العام.

ومع انتشار الفيروس حول العالم، استهل العام الجديد بمخاوف متزايدة من الضربات الإيرانية الأمريكية؛ ما انعكس على الأسواق المالية مع التطورات المتلاحقة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط والعالم بعد الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تضم وحدات من قوات الجيش الأمريكي في أول أسبوع من العام الجاري؛ رداً على الضربة الأمريكية التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وظهرت أول حالة إصابة في الإمارات في 29 يناير/كانون الثاني من عام 2020 أي نحو أكثر من شهر تقريباً، إلا أنها تزايدت  داخل الإمارات بإكتشاف إصابات متعدة من جنسيات مختلفة بفيروس كورونا المستجد، ليصل إجمالي عدد المصابين بفيروس “كورونا” داخل دولة الإمارات إلى 85 حالة حتى الآن، تعافى منها 12 حالة.

وجاء شهر فبراير/شباط من العام الجاري، مع تفشي فيروس “كورونا” حول العالم ما أثر على شهية المستثمرين في أسواق الأسهم خاصة مع إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، واحتمالية اعتبار الفيروس وباء عالمي قد يصل إلى جميع دول العالم.

أما مع بداية شهر مارس/أذار الجاري، فاجأ الاحتياطي الفيدرالي الحميع بقرار خفض معدل الفائدة الأساسي 50 نقطة أساس ليصل إلى مستوى يتراوح بين 1 بالمائة إلى 1.25 بالمائة.

وأجمع أعضاء الفيدرالي على قرار خفض الفائدة في اجتماع مفاجئ، مع انتشار فيروس كورونا ومخاوف من أضراره على الاقتصاد العالمي.

وعلى إثر ذلك خفض المركزي الإماراتي الفائدة ما أثار المخاوف لدى المستثمرين من تأثيرات الفيروس على الاقتصاد، خاصة مع إعلانه تعميم للبنوك بضمان الحماية اللازمة للمستهلكين، والحفاظ على استقرار النظام المصرفي، والمراقبة المستمرة للوضع الائتماني في الدولة،بهدف خفض التأثيرات السلبية لتفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) على الاقتصاد إلى أدنى حد ممكن.

 وفاجئت منظمة الصحة العالمية العالم بإعلانها أن فيروس كورونا أصبح وباءً عالمياً مع انتشاره في 113 دولة ومنطقة حول العالم، حيث تجاوزت إصابات فيروس كورونا أكثر من 126 ألف شخص مع نهاية الأسبوع الماضي مع تجاوز عدد الوفيات 4.6 آلاف حالة.

وفي خضم تلك الأحداث، فشل اتفاق أوبك بتخفيض إنتاج النفط، بعد أن رفضت روسيا طلب أوبك بتعميق خفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل إضافي في نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى انهيارات في أسعار النفط أثارت الذعر في الأسواق العالمية والخليجية.

وتعرضت أسعار الخام إلى حالة من الانهيار يوم الاثنين الماضي الموافق 9 مارس/أذار بعدما تهاوت بأكثر من 24 بالمائة، حيث دشنت السعودية وروسيا حرب أسعار في خطوة لم تحدث منذ سنوات عديدة.

وسجلت أكبر الأسهم الإماراتية خسائر حادة أثرت على المؤشرات، إذ خسر سهم دبي الإسلامي 18.9 في المائة منذ بداية تعاملات 2020، وكذلك تراجع سهم الإمارات دبي الوطني بنسبة فاقت 32 في المائة، إضافة إلى خسارة سهم أبوظبي التجار 37 في المائة، وأبوظبي الأول 28.1 في المائة.

أما بالنسبة للأسهم العقارية، فتهاوى سهم إعمار العقارية بنسبة 35.8 في المائة، فضلاً عن إعمار للتطوير بتراجع 26.5 في المائة، وإعمار مولز 31.7 في المائة، وسهم الدار بهبوط 23.1 في المائة.

وسجل سهم أدنوك للتوزيع هبوطاً بنسبة 8.8 في المائة خلال الفترة المذكورة، وتراجع سهم اتصالات 20.5 في المائة، وبجانب تلك الأسهم هبط سهم دانة غاز 33.3 في المائة، وسهم دو 8.2 في المائة، ودبي للاستثمار 13 في المائة، وشعاع 34.5 في المائة.

وأثرت تلك الأحداث على تعاملات الأجانب وسهية استثماراتهم بأسواق المال الإمارتية، وجعلتهم يسحبوا أموالهم في سوقي أبوظبي ودبي منذ بداية العام الحالي جراء المخاوف المتكررة من الاستثمار في أسواق الأسهم ذات الأصول الخطرة في مقابل الملاذات الآمنة.

ووفقاً إحصائية أخرى أجراها “الاولى نيوز”، بلغ إجمالي العمليات الشرائية للأجانب للأسهم الإماراتية قيمة قدرها 8.97 مليار درهم، مقابل تنفيذ إجمالي عمليات بيعية قدرها 15.84 مليار درهم، ليصبح صافي البيع قدره 871.85 مليون درهم (237.32 مليون دولار) وسط حالة من عدم اليقين والفزع المسيطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى