مقالات

أمانة بغداد والبنك المركزي العراقي

أمانة بغداد والبنك المركزي العراقي – زيد الحلّي

لم اجد تفسيراً لإجراء امانة بغداد بأسدال الستارة عن مبادرة البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية المتمثلة بالمساهمة الفاعلة في اعمار وتأهيل شارع المتنبي الذي افتتح في مقتبل العام الجديد ، وهذا الاجراء تمثل برفع اللوحات الاستدلالية والتعريفية التي تشير إلى إسهامات الجهات التي مولت هذا الاعمار البهي ..لقد فوجئ المواطنون ، ولاسيما رواد المتنبي من مثقفي العراق الذين عاشوا مدة اعمار شارعهم بلهفة وشوق ، بخطوة الامانة ، لأنهم كانوا على بينة من مبادرة البنك المركزي ورابطة المصارف في احياء شارع الثقافة العراقية من خلال مبادرة ” تمكين ” التي اطلقها البنك بمساهمة رابطة المصارف ، وفي ضوئها تمت المشاركة الفاعلة في المتابعة الى جانب كوادر الامانة ، وشخصيا ، كنتُ دائما اتلقى دعوات من السيد علي طارق المدير التنفيذي لـرابطة المصارف الخاصة العراقية للقيام بجولات نهارية وليلية للشارع اثناء مدة الاعمار، لتسليط الاضواء إعلاميا على جهود الاعمار، وفعلا قمتُ ومجموعة من الزملاء الاعلاميين المرموقين بأكثر من زيارة ، واحداها كانت برفقة المفكر د. عبد الحسين شعبان بعد منتصف الليل ، حيث التقطنا صورا لتلك الزيارات ، وشاهدنا اللوحات التي تشير الى المساهمة الكبرى للبنك المركزي والرابطة في الاعمار، لكن هذه اللوحات أزالتها الامانة!اتفق تماما مع المصدر المخول في البنك المركزي العراقي الذي صرح امس الاول بعقلانية ورقي ونكران ذات بالقول : “لاحظنا ما صدر عن بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والجمهور، والاتصالات المباشرة من ردود أفعال بسبب قيام العاملين في أمانة بغداد برفع اللوحات الاستدلالية والتعريفية التي تشير إلى إسهامات الجهات التي اشتركت في تمويل حملة الإعمار والتأهيل والمساندة لها “الامانة ، ان لم تقم بالاعتذار عن خطوتها غير المبررة ، وتعيد اللوحات الاستدلالية الى مواقعها المعروفة والتي اطلع عليها الالاف من المواطنين مسبقا ، فإنها بذلك تسن سابقة خطيرة في نكران الجميل ، الذي هو من الأمراض الاجتماعية المذمومة عند الناس ويترك آثارا سيئة في سلوكيات التعامل بين مؤسسات الدولة وبين الافراد ، وتحتاج إلى قوة تحمل وصر للتخلص منها ، فنكران الجميل يتنافى مع طبائع النفوس السوية، التي طُبعت على شكر من تعاون معها دون ان يُنكر لها حقاً، ولا يجحد لها معروفاً… وليس في قولي غبناً لأحد حينما اشير الى ان خطوة الامانة السلبية ، هي تمرد على القيم والأخلاق ، وهروب من مقتضيات المصلحة العامة ، ومكابرة زائفة، وادعاء بلغة ( الأنا ) وإلغاء دور الاخرين .. وهو دور معروف للجميع .من المؤسف القول ان طوفان نكران الأخر بلغ حد الجرح العميق، ووصلت اجراءات الدوائر ضد مثيلاتها إلى مدارك سفلى، وتاهت وضاعت، وضيعت المرفأ، والمرساة ، وسارت مذهولة بالنجومية المتوهمة، مبهورة بالألوان الفاقعة .. وفي الختام اذكر اننا جميعنا نأمل بوضع المعايير التي تحدد مستوى المعقول واللامعقول في التعامل مع بعضنا البعض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى