مقالات

إنهيار سوق العراق للأوراق المالية بقلم زيد الحلّي

إنهيار سوق العراق للأوراق المالية_ زيد الحلّي

عنوان هذا العمود ، نقلته نصا من الشريط الاخباري لقناة “الشرقية” يوم الاربعاء 18 من الشهر الحالي ، وهو عنوان صادم لواقع حال الأسهم المتداولة في سوق العراق للأوراق المالية، والتدني المريع لأسعارها ، لاسيما في قطاع المصارف الاهلية ، وهو واقع اقتصادي يعيش في ظله اكثر من مليون مساهم ، يمثلون ما يوازي ستة ملايين مواطن ، على اعتبار ان كل مساهم يعيل اسرة مكونة من 6 انفار .. انفقوا اموالهم بشراء أسهم ، على أمل ان يجنوا ارباحاّ سنوية مناسبة ، مريحة تعينهم على مواجهة الحياة .. اشتروا الأسهم بأضعاف الدينار ، والان اسعارها بـ “الفلسان” .. وشخصيا حدثني أحد المواطنين انه باع ارض عياله ، واشترى عشرة ملايين سهم من أسهم مصرف ” الشرق الاوسط العراقي “بقيمة سبعين مليون دينار، حين كان قيمة السهم لديه سبعة دنانير ، ولظرف خاص به، عرض هذا المواطن، تلك الاسهم للبيع، فوجد انها تساوي اقل من مليون دينار ( سعر هذا المصرف ، الان 200 فلس … نعم 200 فلس .. اي اقل من سعر رغيف الخبز!) اي ان هذا المواطن خسر 69 مليونا ، علما ان المصرف المذكور ، حقق ارباحا عالية كما يقول هذا المواطن من مزاد العملة..ليس سرا القول ، ان صفحات التواصل الاجتماعي ، لاسيما تلك المختصة بـ “كروبات” مساهمي المصارف ، يتداولون حاليا ، موضوعات مهمة ، وخطيرة ، اذكر منها التحشيد لتظاهرات كبيرة تساهم بها عوائل المساهمين، امام المصارف بسبب ما آل اليه سعر السهم ، والسعي لتوكيل محامين لرفع شكوى ، معززة بآراء مختصين في مراقبة الحسابات ، من العراق وخارجه ، وكذلك لمعرفة اسباب عزوف المصارف عن تقديم الارباح ، باستثناء البعض مثل المصرف الاهلي العراقي حيث قدم لمساهميه ارباحا نقدية 8 بالمئة ومصرف المنصور 6 بالمئة ومصرف بغداد 6 بالمئة لعام 2020 وهي ارباح رغم ضآلتها ، فهي ارحم من مصارف تدعي انها كبيرة ، تزف لمساهميها اخبارا مؤسفة ، مؤكدة خسارتها سنة بعد اخرى ، بينما ارباح المزاد هي واحدة ، فأين تذهب ؟على مسؤولي المصارف ، ومن يمتلكون مفاتيحها ، ان يعرفوا ان المساهمين هم الملاك الحقيقيون للمصرف مهما صغرت مساهماتهم ، وهم بمجموعهم لهم الحق الوحيد في وضع سياساته العامة، والحصول على المعلومات المالية وغير المالية الدورية بكل شفافية ووضوح ..بكلمة ، وهي نصيحة لوجه الله .. ودرءّ لما سيحصل لا سامح الله ، اذكر ان وجود متظاهرين امام هذا المصرف او ذلك ، وبيافطات تبين مظلوميتهم ، واسعار الاسهم في وضعها الحالي ، امام الفضائيات ، سيتسبب باحتقان شعبي وبكارثة مصرفية ، لا احد يعرف مداها، ربما تقلب كل الموازين .. !امام هذا الواقع ، اضع برسم هيئة الاوراق المالية ، وسوق العراق للأوراق المالية الصورة القاتمة ، قبل ذوبان الجليد ، وعندها لا ينفع الندم ، فالامر اصبح قضية رأي عام قوامه ملايين المواطنين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى