مقالات

ابيض اسود ((مهوال )) الانتخابات !!

مازن صاحب

مشكلة الكثير من دارسي الراي العام العراقي عدم التفريق بين تقاليد مجتمعية عشائرية تتمثل احد معالمها ب( المهوال) وأسلوب المبالغة اللفظية في الشعر الشعبي الغالب في وصف من يمدح وهي حالة معروفة في الوسط والجنوب العراقي، ازدواجية ثقافة النخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة في ممارسة سلوكيات مجتمعية ديمقراطية تتعامل مع معايير الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة واغلاق الباب الدوار للفساد السياسي ، في ثقافة( المهوال ) الحالة الاعتيادية هي المبالغة للحصول على أعلى مكافأة يمكن ان يحصل عليها من ذلك الذي مدحه بحق او بغير حق بصفات قد لا تكون في شخصه او قد تكون لكن واقع الامور ان الواقعة لها حدود معروفة تنتهي بنهاية المناسبة مثل الأفراح او الاتراح .لست بصدد تعداد جروح العراق الناتجة عن آثام مفاسد المحاصصة التي تجسد المشروع الأمريكي في شراكة استراتيجية دائمة مع عراق ركب القطار الأمريكي منذ عقود مضت وخرج عن سكة الطريق ثم عاد اليها بالاحتلال المباشر عام ٢٠٠٣، لكن نحتاج الى تاطير المسؤولية الأخلاقية لعلها في الحد الأدنى ل” مهوال” الانتخابات وتضارب اجندات الأحزاب فيما يظهر من وعاط امراء الطوائف السياسية اليت ستجعل المواطن / الناخب امام تكاثر في فبركة المعلومات وتسريب الاخبار فقط لكي يكون هذا او ذاك على مقاعد مجلس النواب .ما نكرر الدعوة اليه ، ان تكون هناك ادلة عمل تضعها مفوضية الانتخابات بمساعدة بعثة الأمم المتحدة للتثقيف بأعداد برامج انتخابية تطبيقية لها منهجية واقعية سياسية تغلي نموذج “المهوال ” في صناعة الراي العام الجمعي تلك المهنة التي يتراقص على حبالها من حزب لأخر الكثير ممن يطلق عليهم القاب المحلل الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي من دون أي تخصص دقيق للتفريق بين الأداء الإعلامي للراي المختص ، وموقف هذا الخبير المتخصص من قضية الراي العام المطروحة للنقاش . وستكون اغلبية البرامج الانتخابية معتمدة على أقلام هؤلاء الوعاظ، بنقل الكثير من المنشورات الاكاديمية والنظرية والكلام البهي المنمق من دون ان تكون لها منهجية الأهداف الذكية المطلوب ان تكون هناك مسائلة من قبل الناخب في منطقته بإمكانه ارسال السؤال على نافذة مخصصة في موقع مجلس النواب لسؤال النائب الذي انتخبه عما انجز من ذلك البرنامج الذي تقدم به .في هذا السياق، هل تستطيع حكومة الكاظمي ومفوضية الانتخابات ولجنة المساعدة الأممية فعل أي شيء ؟؟ شخصيا لا اعتقد ، فالفرصة الزمانية ، والظروف السياسية والأمنية لا تجعل مثل هذا الموضوع متاحا اليوم ، لكنه يمكن ان يكون ضمن اشتراطات تفرضها ادلة عمل تصدرها مفوضية الانتخابات بالتعاون مع لجنة الدعم الأممية ، تقدم اليات التعامل مع طبيعة العلاقة التنظيمية لكل حزب سياسي عنوانه في المشروع الدستوري العراقي ، بكون العراق دولة مدنية تفصل ما بين التكليف القانوني في الهوية الوطنية وهوية التكليف الشرعي ، وهذا يتطلب الفصل الكامل بين ادارة أي حزب يشارك في الانتخابات ، ونموذج التكليف الشرعي بمفهومي البيعة والتقليد ، مما جعل العراق يسقط خلال 18 عاما مضت في معضلات كبرى تتعارض فيها العناوين والمصالح والاجندات ، بين من يقاوم او يعارض الوجود الأمريكي في العراق فيما ذاتهم يشاركون في عملية سياسية صممت في مؤتمر لندن ونفذت في مجلس حكم بول بريمر وما زال الكثير من ذات الأحزاب تتصدى اليوم للحكم والترويج بنموذج ” المهوال ” لكسب الجمهور في الانتخابات المقبلة ، كما يمكن لمفوضية الانتخابات بالتعاون مع هيئة النزاهة ان تفرض على كل الفائزين في الانتخابات المقبلة الكشف عن ذمتهم المالية ما قبل وما بعد 2003 حتى موعد أداء القسم البرلماني ، وهذا يتطلب الخطوة اللاحقة اعادة تنظيم الأحزاب في تقديم مسودة مبكرة لتعديل قانون الأحزاب يوضح العقوبات التي تفرض في تطبيقات امتلاك اجنحة مسلحة او العقوبات التي تفرض على عدم الفصل بين الوظيفة العامة والعمل الحزبي في مستويات معروفة ومحددة بالدرجات الخاصة والقوات المسلحة بجميع صنوفها وتشكيلاتها تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة .جل ما اتمناه ان تتكاثر اعداد ( المهوال) بجميع المبالغات اللفظية في الشعر الشعبي الجميل .. وان يقل عدد صناع اصنام السلطة ولله في خلقه شؤون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى